الكلمة السياسية الأكثر تداولاً في أيامنا هذه هي "صارم"، وما نحن بحاجة إليه اليوم قبل الغد هو أن ننشئ حزباً "صارما" للأمن الداخلي. ففي أوقات الحروب والمخاطر، وعندما يتعرض أمننا القومي للخطر تكون الصرامة هي خير استجابة. وعندما نواجه القتلة والغزاة، فإننا لا نحتاج إلى العطف والرقة وإنما نحتاج إلى أن نقاتل دفاعاً عن وجودنا، من خلال إجراءات صارمة تشمل إقامة الجدران -إذا ما احتاج الأمر لذلك- بيننا وبين من يهدوننا. والجدران هنا تشمل: الجدار بمعناه المادي، والجدار المكون من رجال تنفيذ القانون الذين لا يتهاونون قيد أنملة في القيام بواجبهم، وجدار الصواريخ المضادة للصواريخ، وجداراً ضد واردات الطاقة التي تضعفنا وتقوي أعداءنا. ومن العبارات المفيدة في هذا السياق تلك العبارة التي يتكون منها الشعار الذي يظهر على الختم الأساسي للجيش الأميركي وهي "هذا هو ما سندافع عنه". ونحن أيضاً يجب أن نكون أذكياء في الدفاع عن أنفسنا، ونحن نسعى إلى تخصيص الموارد الحكومية الشحيحة لمواجهة التهديدات المختلفة وأن نتساءل عما إذا كانت التهديدات تلك حقيقية وما إذا كانت الحروب التي نخوضها لمواجهتها –كحربنا الحالية في العراق- تجعلنا أكثر أمناً. بالإضافة إلى ذلك، فإننا عندما نقرأ "مانشيتات" صحف مثيرة للخوف مثل ذلك الذي رأيناه ممتداً بعرض الصفحة الأولى في عدد صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الصادر يوم الاثنين الماضي وكان يقول: "الارتفاع في نسبة الرشوة يضع سلامة الحدود الأميركية موضع الشك"، فإننا يجب أن نسأل أنفسنا عما إذا كان الوقت قد حان كي تقوم السلطات الفيدرالية بتحويل أنظارها بعيداً عن الحدود، وتقوم بدلاً من ذلك بشن حملة ضخمة على القمار على شبكة الإنترنت مثلاً. أو أن تقوم وهذا هو الشيء الأكثر أهمية بالتعامل بصرامة مع الهجرة غير الشرعية التي تخفي تحت ردائها تجارة للمخدرات تقدر بمليارات الدولارات والتي يمكن أن تكون وسيلة لتسلل الإرهابيين عبر الحدود. أكرر فأقول إننا إذا ما كنا معرضين للتهديد فإننا يجب أن ندافع عن أنفسنا ضد التهديدات. ويمكن للسياسة أن تلعب في ذلك دوراً نافعاً عن طريق تشجيع الحزبين "الجمهوري" و"الديمقراطي" على التنافس على من منهما سيقوم بتكوين "حزب الأمن الداخلي". إن الحزبين سيحافظان بالطبع على شخصيتيهما، ولكن الناخبين في الانتخابات سيكافئونهما بناء على ما قام به كل منهما بشأن تعزيز صلابة سياستيهما في مجال الأمن الداخلي. ما هي البنود التي ستحتوي عليها أجندة "حزب الأمن الداخلي"؟ ستشمل بالتأكيد تعزيز الإجراءات التنفيذية ضد الأنشطة غير القانونية بما في ذلك القيام بحملة صارمة ضد الفساد، وليست في هذا مشكلة. وستشمل بناء جدار على الحدود الجنوبية، وأن نحدد مرة واحدة وإلى الأبد أننا ننوي حماية أنفسنا، وليست في هذا مشكلة أيضاً، وستشمل الدفاع الصاروخي. سيكون هذا بمثابة بداية جيدة لـ"حزب الأمن الداخلي" تستحق من الناخبين أن يقوموا بمنحه أصواتهم. غير أن هذا لا ينفي أن هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي يتعين القيام بها. هل فكرة القيام بإنفاق 200 مليار دولار سنوياً على النفط المستورد تعد من الأفكار الجيدة؟ هل من الأفكار الجيدة بالنسبة لأمننا القومي أن ننفق مثل هذا المبلغ على شخصيات مثل هوجو شافيز في فنزويلا؟ لذلك فإن أي حزب يريد أن يقدم أوراق اعتماده لدى الناخبين يجب أن يبدأ بالتصدي لموضوع النفط وجهاً لوجه وأن يتخذ إزاءه إجراءات صارمة وذكية في الآن ذاته. أي نوع من الإجراءات؟ القيام مثلاً بفرض ضريبة على النفط المستورد تكون كبيرة بدرجة لا تشجع على استيراد النفط وتشجع على المحافظة على البيئة وإنتاج المزيد من أنواع الطاقة المحلية مثل الإيثانول والسولار. ولنكن أكثر صرامة تجاه الإرهابيين الخارجيين، وتجاه الدول التي تعصف بسياسات حظر الانتشار النووي من خلال قطع التمويل عن مثل تلك الدول خصوصاً ذلك التمويل الذي تحصل عليه بشكل مباشر أو غير مباشر من الولايات المتحدة الأميركية. إن مثل تلك الأجندة لـ"حزب الأمن الداخلي" في مجالي الحدود والطاقة يمكن النظر إليها على أنها تمثل خير تعبير عن حبنا الصارم للوطن. وهذا ما يقودنا إلى الشعار الملائم لهذا الحزب وهو: "هذا هو ما سندافع عنه". ___________________ ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"