تحت عنوان "لماذا لا نعتذر.. هل نحن بلا أخطاء؟"، نشرت "وجهات نظر" يوم الأربعاء 26 رمضان 1427 مقالاً للكاتب د. عبدالحميد الأنصاري، تطرق فيه إلى ضرورة اعتذار بعض الدول العربية والإسلامية كتركيا عن أخطاء أو هفوات أو "مجازر تاريخية"! ماذا فعل العرب كي يعتذروا للغرب؟ هل استعمروا بلادهم وشردوا أبناءهم؟! في الواقع هذا هو حال الأمة عندنا، وماذا نريد باعتذارهم بعد أن "طاح الفاس في الراس". ولماذا يعتذر المرء عن قرون مضت؟ يقول بأن الولايات المتحدة اعتذرت لأفريقيا عن قرون من تجارة العبيد! وماذا في ذلك؟ هل حسّن هذا الاعتذار حالة الدول الأفريقية؟ وقضى على الجوع والفقر والإيدز والحروب الأهلية هناك؟ لم يفعل. هل هم بحاجة لهذا الاعتذار؟ لا أظن! أشد ما أثار حفيظتي هو مقولة الكاتب "يبدو أن العالم العربي لا يعترف بأخطائه فضلاً عن أن يقدم اعتذاراً، ولعل هذا ما دفع رئيس الوزراء الأسباني خوسيه أزنار أن يقول في محاضرة بواشنطن: إن المسلمين لا يعتذرون أبداً، فلماذا يطالبون البابا بالاعتذار؟ ولماذا يطالبون الغرب بالصفح دائماً في حين أن المسلمين احتلوا أسبانيا 8 قرون ولم يعتذر أحد منهم، والغرب لم يهاجم الإسلام بل المسلمون هم من هاجم الغرب فلماذا يطالبوننا بالاعتذار؟!". وأنا أضيف عدة علامات تعجب أيضاً، يريد "أزنار" اعتذاراً عما فعل المسلمون في أسبانيا، لكن ألم يُدخل المسلمون العلم والثقافة والمعرفة والنور إلى تلك البقعة من أوروبا. إذا كان ينتظر هذا الاعتذار فلينتظره أبد الآبدين لأن أجدادنا وأسلافنا الكرام فعلوا خيراً وأضاءوا تلك البقعة المظلمة ونشروا الدين السمح والمعرفة والعلم، بعد أن كانت أوروبا ترتع في غياهب الجهل والضلالة والخرافات والأساطير. فطيم حمد- أبوظبي