شيراك يخطب ود الصين... وعاصفة الحِجاب تصل إلى إيطاليا المساعي الروسية لتبني النموذج الصيني، وزيارة الرئيس جاك شيراك إلى الصين، والدعوة إلى مراجعة القوانين الكندية المرتبطة بمكافحة الإرهاب، ثم تصريحات نائبة في البرلمان الإيطالي حول مسألة الحجاب، قضايا نعرض لها ضمن جولتنا الأسبوعية في الصحافة الدولية ---------- "طريق روسيا الصعب": بهذا العنوان استهل بول سوندرز المدير التنفيذي لمركز نيكسون مقاله المنشور على صفحات "موسكو تايمز" يوم الأربعاء متطرقاً فيه إلى الجهود الحثيثة الذي يبذلها الكرملين لبسط سيطرته على قطاع النفط الروسي وتوظيفه كأداة لتطوير الاقتصاد وتعزيز دور روسيا على الساحة السياسية الدولية. وهو النهج الذي يقول الكاتب إنه مستلهم من النموذج الصيني الذي يرتكز على الدور المحوري للدولة في توجيه الاقتصاد وتحفيز النمو. بيد أن الباحث يوضح منذ البداية أنه لكي تلحق روسيا بالقوة الصينية الصاعدة لابد من إلقاء نظرة أولاً على السياسة الخارجية التي تتبعها الصين ووضعها على طاولة الدرس والتحليل. فقد كشفت روسيا عن سياسة دولية تميل إلى فرض السيطرة مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط وتضاعف احتياطياتها من العملة الصعبة إلى 268 مليار دولار. وتكشف الأحداث الأخيرة مع أوكرانيا على خلفية النزاع حول أسعار النفط، والقسوة التي أظهرتها روسيا في التعامل مع جورجيا بعد اعتقال هذه الأخيرة لضباط روس إثر اتهامهم بالتجسس الرغبة الروسية في فرض سيطرتها على المحيط القريب منها. وهنا يتجلى الاختلاف مع الصين حسب الكاتب، إذ رغم النمو الاقتصادي الباهر الذي حققته الصين متجاوزاً الاقتصاد الروسي بخمس مرات لم تبدِ بكين أي نزوع نحو الهيمنة، بل انخرطت بفاعلية في الجهود الدولية الضاغطة على كوريا الشمالية وعرفت كيف تبلور سياسة خارجية تعتمد على المرونة والتعاون. "علاقات متينة بين فرنسا والصين": خصصت صحيفة "تشاينا ديلي" افتتاحياتها ليوم الأربعاء للحديث عن زيارة الدولة التي يقوم بها في هذه الأثناء الرئيس الفرنسي جاك شيراك للصين الرامية إلى توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين. وتعتبر الزيارة الفرنسية، حسب الصحيفة، الرابعة من نوعها التي يقوم بها الرئيس شيراك إلى الصين، حيث من المتوقع أن تدوم أربعة أيام يتم فيها استعراض الجوانب المختلفة للعلاقات بين البلدين والعمل على تطويرها، وهي العلاقات التي تقول الصحيفة إنها انتعشت في السنوات الأخيرة بفضل مجموعة من المبادرات مثل إقامة شراكة استراتيجية شاملة بين فرنسا والصين خلال الزيارة السابقة للرئيس الفرنسي سنة 1997، ثم الاحتفال بالعام الثقافي لكلا البلدين وإقامة برامج للتبادل الثقافي يستفيد منها 800 من الطلبة الفرنسيين والصينيين. ويبدو أن الرئيس الفرنسي تحركه المصالح الاقتصادية لبلده بعدما أصبحت الصين سوقاً كبيراً مفتوحاً أمام الاستثمارات الخارجية. وفي هذا الإطار أفادت الصحيفة أن الرئيس شيراك يعتزم التوجه بعد الانتهاء من زيارته إلى العاصمة بكين إلى مدينة ووهان في وسط البلاد، حيث توجد أكبر شركة فرنسية لصناعة السيارات. وفي المقابل تتوقع الصين أن يساعد الرئيس الفرنسي في دعم مطلبها برفع حظر بيع الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على الصين. هذا ومن المتوقع أن يستعرض القائدان الفرنسي والصيني، حسب الصحيفة دائماً، تطورات الملف النووي لكوريا الشمالية بعد إجرائها لتجربتها الأخيرة وتنسيق المواقف الثنائية، لاسيما وأن البلدين عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي. "مراجعة قوانين مكافحة الإرهاب الكندية": تناولت صحيفة "تورنتو ستار" في افتتاحيتها ليوم الخميس الانتقادات الحادة التي تتعرض لها القوانين الكندية الموجهة إلى محاربة الإرهاب، لاسيما تلك التي صيغت بعد هجمات 11 سبتمبر. فقد رفضت إحدى المحاكم الكندية تعريف الإرهاب على أنه عمل عنيف يهدف إلى تحقيق أهداف سياسية، دينية، أو أيديولوجية، حيث اعتبر القاضي أن التعريف يمس بحرية الدين والتعبير التي يضمنها ميثاق الحقوق والحريات الكندي. وفي حالة أخرى أصدرت إحدى المحاكم قراراً يعتبر أن قانون سرية المعلومات غامض ويخالف حرية الصحافة بعدما اعتمدت عليه السلطات في متابعة صحفية دافعت عن أحد المشتبه بتورطهم في الإرهاب. وتشدد الصحيفة على أن هذا الانتباه المتزايد الذي يوليه القضاء لمسألة القوانين الجديدة التي تحد من الحريات العامة بذريعة محاربة الإرهاب يجب أن يوقظ المشرِّعين الكنديين من غفلتهم بأن يتصدوا للتشريعات التي تحاول الحكومة تمريرها. وتذكر الصحيفة أيضاً أن الحفاظ على أمن البلاد لا يعني المساس بالحريات العامة، بل يتعين مراجعة القوانين الجديدة لجهة إضفاء مسحة إنسانية عليها تجعلها أقرب إلى روح القانون وفلسفته المنظمة للمجتمع والضامنة لحرية الأفراد. وتوضح الصحيفة أيضاً خطر ترك مجال اقتراح القوانين محصوراً في يد السلطة التنفيذية مثل القرار الأخير للجنة مختصة تابعة لها أوصت بتمديد العمل بقانون مناهضة الإرهاب الذي أقر قبل خمس سنوات. فقد أهابت اللجنة بالبرلمان مواصلة تطبيق الاعتقال الوقائي وجلسات التحقيق مع المشتبهين، رغم انتفاء الحاجة إلى ذلك في ظل وجود قوانين جنائية تكفي لمتابعة الإرهابيين دون المس بحقوق الإنسان، والحريات العامة. "الحجاب يقيد المرأة": هذه هي العبارة التي أطلقتها النائبة في البرلمان الإيطالي دانييلا سانتانتشي في أحد البرامج التلفزيونية على هامش النقاش الذي يجتاح أوروبا حالياً حول الإسلام عامة، وتحديداً حول بعض مظاهره مثل ارتداء المرأة للحجاب. فقد نشرت صحيفة "لاروبوبليكا" الإيطالية مقالاً حول الموضوع يوم الثلاثاء الماضي يستعرض موقف النائبة الإيطالية التي اعتبرت الحجاب تضييقاً على المرأة وحداً من حريتها، وأضافت على الهواء مباشرة في البرنامج التلفزيوني أن تشبث المسلمين في أوروبا ببعض الطقوس مثل الحجاب، أو النقاب يصعب عليهم الاندماج في مجتمعاتهم الأوروبية ويعزلهم عن محيطهم الواسع. وهو ما دفع إمام أحد مساجد مدينة ميلانو إلى الرد بحدة على النائبة الإيطالية وتهديدها على الهواء، معتبراً أن الحجاب فريضة إسلامية وأن الحرية الدينية التي تقرها الدساتير الأوروبية تكفل للمواطنين المسلمين حق ممارسة شعائرهم الدينية دون مضايقة. وأشار الإمام أيضاً إلى أن الحملة ضد الحجاب إنما تندرج في إطار حملة كبرى ضد الإسلام كان آخر تجلياتها تصريحات البابا المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). إعداد: زهير الكساب