وزارة "ليبرمان" تثير الجدل... والهجوم على غزة ليس سهلاً أصداء تعيين "أفيجدور ليبرمان" في حكومة أولمرت، واحتمالات شن هجوم جديد على قطاع غزة، والفشل المتواصل لوزير الدفاع الإسرائيلي... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة أسبوعية سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "حتى أنت يا أفيجدور": خصص "إنشال فيفر"، تحليله الإخباري المنشور يوم أمس الثلاثاء في "يديعوت أحرونوت" لرصد أصداء انضمام المعارض "اليميني" المتطرف "أفيجدور ليبرمان" إلى حكومة إيهود أولمرت، كوزير للشؤون الاستراتيجية. الكاتب أشار إلى أن زملاء أفيجدور من قوى المعارضة سواء في حزب "الليكود" أو في الحزب "القومي الديني"، يلومونه الآن كونه خدع ناخبيه وانضم إلى حكومة تنتمي إلى "يسار الوسط" بزعامة إيهود أولمرت، لكن الكاتب يرى أنه لا يوجد في الحقيقة ما يبرر هذا اللوم. في المقابلات العلنية، وفي الدعاية الانتخابية كان "أفيجدور واضحاً عندما وعد ناخبيه بأنه سيخدمهم من خلال وجوده في الحكومة، وعندما طلب "بنيامين نتنياهو" من "ليبرمان" بألا ينضم إلى تحالف حكومي بزعامة حزب "كاديما"، وأن يختار نتنياهو بدلاً من أولمرت كرئيس وزراء، رفض "أفيجدور"، كما أن هذا الأخير أشار في إحدى المقابلات إلى "أن دور أي حزب سياسي أن يكون في السلطة لا أن يظل حركة معارضة". لكن منصب وزير الشؤون الاستراتيجية ماذا يعني بالنسبة لـ"ليبرمان"؟ وما هي مسؤولياته في المنصب الجديد؟ وهل سيحصل على أي من اختصاصات وزيري الدفاع والخارجية؟ وحسب الكاتب: هل علينا أن نصدق "ليبرمان عندما يقول إن ما يعنيه هو حماية إسرائيل من التعرض لكارثة إيرانية، وهو بذلك يفسر وجوده ضمن جهاز صنع القرار في إسرائيل، أو أن نقبل مواقف منتقديه بأن همه الوحيد منافسة نتنياهو كزعيم جديد لليمين الإسرائيلي ومرشح جديد لرئاسة الوزراء؟ "عملية غزة...الآن": هكذا عنون "رون بن ييشع" مقاله المنشور يوم الاثنين الماضي في "يديعوت أحرونوت"، مشيراً إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس أركانه ومدير "الشين بيت"، لم يطلبوا من الحكومة الإسرائيلية حتى الآن الموافقة على شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. لكن ربما يطلبون ذلك من رئيس الحكومة خلال اليومين المقبلين وحسب الكاتب، من المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعاً لمناقشة التطورات في قطاع غزة، وخلال الاجتماع سيطلب أولمرت من القيادات الأمنية التصرف على وجه السرعة وفي الوقت المناسب لمنع "حماس" من محاكاة التكتيكات التي انتهجها "حزب الله" أثناء حربه ضد إسرائيل، ومنع الحركة من تطبيق هذه التكتيكات داخل القطاع. وإذا كانت الخطة التفصيلية للهجوم يجب أن تعرض على الحكومة كي تبت فيها، فمن المتوقع أن يتم تنفيذها بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن الشهر المقبل. غير أن اتخاذ قرار بالهجوم على غزة سيكون الأول من نوعه بعد الحرب على لبنان، ما يعني أن عملية صنع قرار من هذا النوع ستكون مفعمة بالمخاطر الدبلوماسية والعسكرية بما فيها اختبار قدرة الحكومة على استدعاء قوات الاحتياط، مما يعني أن أي قرار يتخذ في هذا الأمر سيكون نوعاً من المقامرة، فالحكومة الإسرائيلية لن تسمح لنفسها بالفشل أو حتى شبه النجاح، بمعنى أنه من الأفضل ألا تقوم بشيء بدلاً من أن تفشل ومن ثم تقود الدولة العبرية نحو وضع تتدهور فيه قدرتها على الردع. لكن ما هي المشكلات التي تعترض قيام تل أبيب بشن هجوم كبير على قطاع غزة؟ ثمة ثلاث مشكلات أولاها، حسب الكاتب، تهريب الأسلحة والمتفجرات وتقنيات صنعها، مما مكّن "حماس" من شن عملياتها من داخل القطاع بالطريقة ذاتها التي انتهجها "حزب الله" بحنوب لبنان. ولمنع عمليات التهريب لابد من إغلاق طريق "فبلايلفي" ومعبر رفح. المشكلة الثانية تتمثل في تحييد الصواريخ المضادة للدبابات، ومنع تصنيع المتفجرات داخل القطاع. أما المشكلة الثالثة، فتكمن في تقليص قدرة التنظيمات الفلسطينية على شن صواريخ من وسط وشمال قطاع غزة إلى إسرائيل. "لا جدوى للعملية العسكرية": في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء تطرقت صحيفة "هآرتس" للمأزق الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث يبدو أن الدولة العبرية غارقة في بحر من الفوضى والارتباك لا تدري معه كيف تتصرف في القطاع المكتظ بالسكان. فمن جهة هناك الأخطار الأمنية المحدقة بإسرائيل من خلال الحدود غير المضبوطة مع مصر واستمرار تدفق الأسلحة عبر سلسلة متشعبة من الأنفاق الأرضية، ومن جهة هناك العجز الواضح للسلطة الفلسطينية في التصدي للقوى المسلحة، أو فرض الأمن في المناطق الخاضعة لها. وإزاء هذا الواقع، تقول الصحيفة: إنه ربما لم يبق أمام إسرائيل سوى اللجوء إلى الخيار العسكري عله يساعد على تهدئة الأوضاع ومنع تسرب المزيد من الأسلحة إلى القطاع. لكن الصحيفة تشكك في مثل هذا الخيار مستندة إلى السوابق الماضية التي أبانت بشكل واضح عن قصور العمليات العسكرية مهما بلغت قسوتها في قطع دابر العنف، بل فاقمت التوتر وأججت رغبة المسلحين وعزمهم في الانتقام من إسرائيل، فضلا عن الخسائر البشرية الكبيرة لدى الفلسطينيين إثر قتل أكثر من 300 مدني منذ بدء قصف غزة. "سيارة فارغة ": بهذا العنوان الدال والمستفز استهل الكاتب والمعلق الإسرائيلي جدعون ليفي مقاله في صحيفة "هآرتس" ليوم الأحد يكيل فيه الانتقادات لوزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس. فهو يقول إنه بعدما وصلت سيارة إلى وزارة الدفاع وفتح الباب لم يترجل أحد في إشارة ذات معنى إلى فشل عمير بيرتس، حسب الكاتب، في إضافة أي جديد إلى السياسات القديمة التي كان يتبعها سلفه شاؤول موفاز، حيث ظل القتل والعنف هو سيد الموقف في التعامل مع الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. هذا بالإضافة إلى الحرب المخزية -كما يسميها الكاتب- على لبنان وفشلها في تحقيق أهدافها المعلنة. الكاتب يعتبر أن "بيرتس" لم يوف بتعهداته السابقة كونه مناضلاً عمالياً شب في وسط نقابي وينحدر من أصول شرقية. وهو لم يغير ما كان مؤملا منه أن يغيره فظلت سياسة العصا الغليظة تقرع رؤوس الفلسطينيين لتضيع فرص بدء المفاوضات وتحقيق السلام. فمنذ اختطاف الجندي "جلعاد شاليت" تم قتل 300 فلسطيني في قطاع غزة، ومازال الوضع محتقناً ولم يلُح في الأفق أي حل للأزمة المستفحلة. ويبدو أن وزير الدفاع تائه بين رئيس هيئة دفاع يحتقره ولا يقيم له وزنا، وبين رئيس حكومة يفضل سلوك الطريق الأحادي في التعامل مع الفلسطينيين وينبذ المفاوضات. وبدلا من أن يضطلع بدوره المحوري في رسم السياسة الإسرائيلية باعتباره الرجل الثاني في الحكومة يرى الكاتب أنه لا يقوم سوى باقتفاء خطوات الآخرين دون مساءلة لتصدق عليه صورة السيارة التي توقفت بجانب وزارة الدفاع دون أن يترجل منها أحد في إشارة إلى دوره الهامشي في صنع السياسة الإسرائيلية. إعداد: طه حسيب