في قصيدته الجميلة "غرناطة" يروي لنا الشاعر المبدع نزار قباني رحمه الله, قصة الفاتنة الأندلسية التي قامت بدور الدليل السياحي في أرجاء غرناطة, والتي كانت تعتبر غرناطة أسبانية خالصة: "قالت هنا الحمراء زهو جدودنا *** فاقرأ على جدرانها أمجادي أمجادها؟ ومسحت جرحا نازفاً *** ومسحت جرحاً ثانياً بفؤادي يا ليت وارثتي الجميلة أدركت *** أن الذين عنتهم أجدادي عانقت فيها عندما ودعتها *** رجلا يسمى طارق بن زياد جميع المناهج التربوية في جميع البلاد العربية تلقن الطلبة العرب, وبافتخار, أن بطل الفتوحات الأندلسية هو طارق بن زياد, ولكنها لا تخبرهم أبداً, على الطريقة العربية في إخفاء الحقائق المخزية, ماذا كان مصير هذا البطل: طارق بن زياد؟ وكيف كافأه أمير المؤمنين في ذلك الزمان على فتوحاته التي ساهمت في نشر الإسلام في شبه الجزيرة الأيبيرية. الكتب المدرسية العربية لا تقول للطلبة أن هذا المجاهد البطل مات معدماً بعد أن أنهكه العذاب والسجن بالقرب من أحد المساجد في الأندلس. وأما الذي قام بتعذيبه ولم يحترم كل ما قدمه من تضحيات في سبيل الدين الإسلامي, فهو الخليفة, أمير المؤمنين سليمان بن عبدالملك, الذي ساءه أن يدخل الفاتح موسى بن نصير, قائد طارق بن زياد, وطارق بن زياد نفسه, بلاد الشام قبله, فانتقم منهما أشد الانتقام. فأما موسى بن نصير فقد مات سجيناً وقد تجاوز الثمانين من العمر, وذلك بعد أن أمر الخليفة سليمان بسجنه وقتل ابنه القائد عبدالله. وأما طارق بن زياد فقد اختفت أخباره في السنة الثانية من وصوله إلى الشام, وتقول بعض الروايات إن سليمان سجن طارقاً ثم أطلق سراحه بعد ثماني سنوات, ليموت معدماً على جانب الطريق بالقرب من أحد المساجد عام 102 هجرية! هكذا كان مصير هذا الفاتح المسلم العظيم الذي لا تزال المدارس الحكومية تلقن الطلبة خطبته الشهيرة التي لم يقلها لجنوده لأنه ببساطة كان من البربر وبالتالي لا يتقن اللغة العربية إلى الدرجة التي تمكنه من إلقاء خطبة عصماء, لا نحفظ منها سوى قوله الشهير.."أيها المسلمون: العدو أمامكم, والبحر من ورائكم...", وذلك بعد أن أحرق السفن التي جاءوا بها, ليحثهم على القتال! وهذه فرية أخرى يرددها الطلبة كالببغاوات من فرط غبائهم الذي تساهم بعض الحكومات العربية في صنعه بكل إصرار, وفي المدرسة! التاريخ العربي لدار الإسلام تاريخ مليء بالحوادث السوداء التي يتم تجاهلها حفاظاً على نصاعة هذا التاريخ غير الموثق. مما يعني باختصار أن بعض الحكومات العربية لا تتردد في الغش والكذب والخداع حين استخدام العملية التربوية.. .فهل من العجب أن يتردى التعليم في بلداننا؟