أود التعقيب أدناه على المقال المنشور في هذه الصفحة يوم السبت الماضي تحت عنوان: "المطلوب... سلام لكل السودان"، لكاتبه عبدالله عبيد حسن، ومضمون تعقيبي يتركز على أن السلام لا يتجزأ، فإذا توفرت كل شروط السلام والإرادة لتحقيقه فإنه يتحقق كحزمة واحدة، وهذا ما أعتقد أنه يصدق على حالة بلدنا السودان. فبعد توقيع اتفاقية نيفاشا مع الجنوب لم يعمد الفرقاء السياسيون في العاصمة الاتحادية لمعالجة بؤر التوتر الأخرى في الغرب وفي الشرق، واعتبروا أن دخول التمرد الجنوبي في بيت الطاعة وحده يكفي من باب أنه كان هو التهديد الأقوى والأكثر حضوراً ودعما على المستوى الدولي. ولكن الإغراءات والمكاسب التي قدمتها الخرطوم للتمرد الجنوبي أغرت حركات أخرى في الغرب على التمرد لنيل مكاسب شبيهة، فجاءت أزمة دارفور، التي ردت كل آمال السلام العراض إلى آلام عراض ورجع التدخل الدولي الذي خرج من الباب في الجنوب وعاد من النافذة في الغرب. وفي رأيي الخاص أن اتفاق السلام في الشرق الموقع حديثاً قد يشجع مناطق أخرى على التمرد خاصة إذا ارتبط مع تقديم "تنازلات" لأن من يرى الجزر يتساقط على غيره لابد أن نفسه ستحدثه بضرورة نيل شيء منه. ولذا أتوقع انفجار تمرد جديد، إن لم تتعامل الخرطوم مع السلام على أنه كل لا يتجزأ. محمد آدم - الخرطوم