لعل مشكلة كوريا الشمالية تكمن في كونها لم تستطع بعد أن تفهم، أو لا تريد أصلاً أن تفهم، أن مناكفة الولايات المتحدة في عالم اليوم، هي خيار خطير ومكلف وباهظ الثمن! فإذا كان السلوك الحالي لبيونج يانج، وهي تحاول التصرف كدولة مستقلة وذات سيادة، هو سلوك كان يصلح في ظل الحرب الباردة، وما كانت تسمح به توازناتها من مساحة للعب الأطراف الصغيرة، فإن مرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي أضاعت مثل تلك المساحة من دول كثيراً ما استخدمتها ككوريا الشمالية. وسواء أكانت بيونج يانج استوعبت ذلك التحول العالمي أم لم تستوعبه، فإن رفضها دخول بيت الطاعة الأميركي، قد يحمل عليها مخاطر جمة أكثر مما تتصور. ولا داعي للقول في هذه الحالة إنه على كوريا الشمالية أن تتحمل مضاعفات الحظر الاقتصادي، والقيود المالية، وحظر التعامل العسكري والتقني معها، وربما أيضاً عقوبات دبلوماسية تبدو وشيكة الآن! فهل على شعب الشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية أن يتحمل عواقب العزلة والحصار، بسبب تصرفات حكومته إزاء دولة كبرى ؟! أنس محمد- دبي