لاشك أن الجهد الذي بذلته منظمة المؤتمر الإسلامي لعقد مؤتمر في مكة المكرمة يجمع علماء العراق، من سُنة وشيعة، للحوار والتشاور وتبادل النصح وتنقية النفوس... هو جهد جليل يذكر ويشكر. ولعل الوثيقة التي انبثق عنها المؤتمر، وقد وقع عليها العلماء من الجانبين وتضمنت تحريماً للدم العراقي والتزاماً بوحدة الشعب والوطن وشداً على أيدي دعاة الوحدة والإصلاح، ونبذ الداعين إلى الفتنة والفرقة والتشرذم... هي وثيقة راقية في مقاصدها ومراميها وفيما دعت إليه وطرحته من أفكار، لكنها لم تتضمن آلية لتنفيذها! وكما غاب عن التوقيع عليها، كبار المراجع من علماء الشيعة، فإن هيئة علماء المسلمين لم تحضر هي أيضاً بقيادتها! وأكثر من ذلك، فالوثيقة لم توضح أي دور للحكومة في إقرار وتنفيذ ما جاء فيها، ومن ثم فقد بدت، من هذه الناحية على الأقل، كأنها وضعت في فراغ مطلق! لذلك أقول إن وقف سيل الدم العراقي المتدفق، بات يتطلب عملاً حقيقياً وصادقاً، أي أكثر من مجرد وثيقة! حسين عبدالباقي - أبوظبي