لا أقول جديداً هنا إذا ذكرت أن مقال توماس فريدمان "كاليفورنيا وفرصتها لإنقاذ الأرض!"، والمنشور على هذه الصفحة يوم السبت الماضي، لم يتضمن أي جديد يضاف إلى ما قاله فريدمان في مقالاته طوال السنتين الماضيتين! فللأسف الشديد لم يستطع هذا الكاتب العبقري أن يتجاوز فكرته حول الحاجة إلى بدائل عن النفط، وذلك حتى ينهض اقتصاد الولايات المتحدة بعيداً عن الاعتماد على واردات النفط العربي، ومن ثم تعريض أهم سلعة عربية للكساد، وبالتالي إفراغ خزائن الحكومات العربية من المال، مما يجبرها على التحول نحو الديمقراطية، وبالتالي تنحية أحد مصادر تفريخ الإرهاب في العالم العربي، أي الاستبداد، مما ينعكس إيجاباً على أمن الولايات المتحدة...! وانطلاقاً من تسلسل ميكانيكي وغير مقنع كهذا، يحاول فريدمان أن يكرِّس نفسه كداعية لـ"اقتصاد المستقبل"، وذلك عبر ترويض "المارد النفطي العربي"! وإذ أعلن جورج بوش قبل يومين أنه استفاد كثيراً من أفكار فريدمان بهذا الخصوص، فإن الأخير يعترف في مقاله المذكور بفشل دعوة بوش لإنهاء إدمان أميركا للنفط، وذلك بسبب "صراعات داخل إدارته"، لكنني أقول إن السبب هو كونها أفكار فريدمان أساساً! علي شاكر- أبوظبي