قبل شهر من الآن أعلن مسؤولون أميركيون عن خطة لتأمين بغداد، ونقل مزيد من القوات الأميركية المتمركزة في العراق إلى العاصمة لحمايتها من المتمردين. لكن النتائج بعد مرور بضعة أسابيع على تنفيذ هذه الخطة كانت كارثية، الانفلات الأمني يتصاعد، ووتيرة العمليات العسكرية ضد القوات العراقية والقوات الأميركية في ازدياد. العراق لا يحتاج إلى خطط أمنية بقدر ما هو في أمسِّ الحاجة لتوافق سياسي يحقن دماء العراقيين. وضمن هذا الإطار يأتي مؤتمر مكة كخطوة أولى على طريق المصالحة العراقية، لأن الاقتتال بين العراقيين لن يضمن استقلالهم، بل سيكرس الاحتلال الأميركي لبلادهم. المنطقة العربية تحتاج إلى لعب دور أكبر في تحديد مصير العراق، لأن تفاقم الأمور في بلاد الرافدين سينعكس سلباً على المنطقة بأسرها. على العرب الآن الدفع في اتجاه تسوية سياسية للأزمة العراقية، قبل أن يصبح من الصعب الوصول إلى مخرج من المعضلة العراقية. مهدي حسين- دبي