مخاطر الفيدرالية في العراق... وإجماع دولي ضد كوريا الشمالية تحذيرٌ من خطر اعتماد "نظام فيدرالي" في العراق، وانتقادات لسيئول بسبب سياستها تجاه كوريا الشمالية، ومساعٍ لتبديد مخاوف العالم من العملاقيين الآسيويين الهند والصين.. مواضيع من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في بعض الصحف الدولية. "انزلاق العراق إلى الفوضى" كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "تورونتو ستار" الكندية لافتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، والتي خصصتها للتعليق على ما آلت إليه الأوضاع في العراق من "عنف طائفي" وجنوح بعض الطوائف العراقية إلى اعتماد حكم ذاتي وبالتالي "تفتيت" البلاد. واستهلت الصحيفة افتتاحيتها بالتذكير بما تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش بجلبه إلى العراق من "سلام واستقرار ووحدة" عندما أطاح بنظام صدام حسين، غير أنه بعد نحو أربع سنوات على ذلك –تلاحظ الصحيفة- فإن اللافت هو أن الفوضى تزداد وتتقوى في العراق يوماً بعد يوم. وترى الصحيفة أنه بالرغم من انزلاق البلاد إلى أعمال العنف الطائفي، فإن عراقياً واحداً فقط بالكاد من أصل خمسة عراقيين يرغب في تقسيم البلاد على أساس مذهبي وعرقي. واتهمت "النظام الحالي الذي يقوده الشيعة قد وضع العراقيين على هذه الطريق"، مشيرة في هذا السياق إلى أن البرلمان صوت الأسبوع الماضي على قانون سيسمح بتقسيم البلاد التي تتكون من "16 مليون شيعي و5 ملايين كردي و5 ملايين سُني" في 2008 إلى مناطق تتمتع بالحكم الذاتي في ظل "سلطة مركزية ضعيفة"، محذرة من أن من شأن "الفيدرالية" أن تذكي الأزمة بدلاً من إخمادها. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن العراقيين يتساءلون اليوم حول إمكانية تحقيق ما تعهد به بوش من استقرار ووحدة في ظل دستور يميل إلى حكومة مركزية ضعيفة، وشرذمة إقليمية، وزعزعة للاستقرار. "تصميم ضعيف" أخذت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية في افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على حكومة سيئول ما اعتبرته تخاذلا من جانبها في الرد على "تحدي" الجارة الشمالية للمجتمع الدولي وخروجها عن خط العقوبات التي اتخذتها الأمم المتحدة في حق كوريا الشمالية. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إنه بالرغم من أن سيئول أيدت القرار الأممي الذي يدعو إلى فرض عقوبات اقتصادية قوية على بيونج يانج، إلا أن الحكومة أعلنت أنها ستواصل بناء "مركب كايسونغ الصناعي" ومشاريع جبل كومكانغ السياحية، على اعتبار أنها غير مرتبطة مباشرة بالقرار الأممي، لتخلص إلى اعتبار أن قرار سيئول بمواصلة سياسة الإشراك تجاه كوريا الشمالية محيرة. الصحيفة ذكّرت بأن سياسة سيئول تجاه كوريا الشمالية تميزت خلال السنوات الثماني الماضية بتبني سياسة الإشراك بهدف تشجيع بيونج يانج على التخلي عن طموحاتها النووية، غير أن "الشمال" –تقول الصحيفة- رد بتجربة نووية، خاذلا "الجنوب" الذي قدم له كميات ضخمة من المساعدات المالية والعينية، معتبرة أن الخيار الوحيد المتبقي أمام التجربة النووية هو فرض عقوبات صارمة بالتعاون مع المجتمع الدولي. وأوضحت أن تردد الحكومة في الانضمام إلى العقوبات الأممية إنما مرده إلى خوفها من التسبب في مواجهة مسلحة مع "الشمال"، غير أنها لفتت إلى أن الغرض من العقوبات لا يتمثل في إثارة الحرب، وإنما في حمل "الشمال" على استئناف المحادثات السداسية بهدف حل الأزمة بالوسائل السلمية والدبلوماسية. "الصيند" ومخاوف العالم سعت صحيفة "ذا تايمز" الهندية في افتتاحية عددها ليوم الأربعاء إلى تبديد مخاوف الدول الغربية، ولاسيما الولايات المتحدة، إزاء النمو الاقتصادي المطرد الذي تحققه كل من الصين والهند سنوياً. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن ما بات يعرف بـ"الصيند"، وهو تركيب لكلمتي الصين والهند، مفهوم تردد كثيراً على مدى العام المنصرم في أوساط الاقتصاد الدولي للإشارة إلى القوة الاقتصادية المتضافرة للهند والصين. وحسب الصحيفة، فإن "الصيند" تساهم حالياً بنحو 20 في المئة من الناتج الداخلي الإجمالي للعالم، مضيفة أنه إذا واصلت الصين والهند النمو بنسبة 8 في المئة الحالية، فمن المتوقع أن تشكلا في ظرف ثلاثة عقود نصف الإنتاج العالمي، وهو أمر –تقول الصحيفة- يدعو للابتهاج. وأشارت الصحيفة إلى أن نمو الاقتصاد في هذين البلدين الآسيويين سيعمل على رفع مستوى عيش الملايين من السكان المعوزين في الهند والصين، ويؤدي بالتالي إلى "اقتسام أكثر عدلاً لثروات العالم". ونقلت الصحيفة عن بعض الاقتصاديين قولهم إن بعض الاقتصاديات النامية تتجاوز مراحل من النمو الاقتصادي الذي دفع أوروبا والولايات المتحدة إلى أن تكون دولاً صناعية. وهو ما يعني –حسب الصحيفة دائما- أن الصين والهند تستطيعان تدارك الدول الغنية من دون سلبيات طفرة اقتصادية بالضرورة، وهو أمر اعتبرته ممكناً نظراً للتقدم التكنولوجي الذي سيُمكن البلدان النامية من تقليص، بل والقضاء على الكثير من مشاكل النمو السريع. "رسالة واضحة إلى بيونج يانج" اعتبرت صحيفة "ذا جابان تايمز" اليابانية في عددها ليوم الأربعاء العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية "رسالة موحدة" من أعضاء الأمم المتحدة الغاضبين من "الشمال" على خلفية التجربة النووية التي قام بها في التاسع من أكتوبر. وترى الصحيفة أن الإجماع الدولي على اتخاذ قرار بفرض عقوبات على كوريا الشمالية بعد أقل من أسبوع على التجربة النووية إنما يعكس مدى تخوف المجتمع الدولي ومدى عزمه وتصميمه على حل المشكلة، مضيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها الأمم المتحدة عقوبات على بيونج يانج منذ أن انضمت إلى المنظمة الدولية عام 1991. كما اعتبرت الصحيفة أن تأييد الصين وروسيا، وهما حليفتا كوريا الشمالية التقليديتان، للعقوبات إنما يُظهر أن بيونج يانج قد كرست عزلتها الدولية، مضيفة أنه ينبغي على كوريا الشمالية أن تعلم أن القرار ينص على إمكانية تعزيز العقوبات أو رفعها حسب سلوك "الشمال" المقبل. وختمت بالقول إنه من غير الواقعي توقع أن تدفع الإجراءاتُ العقابية المتضمنة في قرار مجلس الأمن لوحدها كوريا الشمالية إلى التخلي عن برنامج أسلحتها النووية، معتبرة أنه يتعين على الولايات المتحدة واليابان والصين وكوريا الجنوبية وروسيا مواصلة الوسائل الدبلوماسية مع العمل على تطبيق العقوبات في آن واحد، إضافة إلى البحث عن طرق لتدشين محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في إطار المحادثات سداسية الأطراف. إعداد: محمد وقيف