في مقاله المنشور يوم أمس الأربعاء، بـ"وجهات نظر"، أثار الدكتور عبدالحميد الأنصاري، قضية في غاية الأهمية تتعلق بثقافة الاعتذار عن الأخطاء السياسية في عالمنا العربي. وإنْ كنت أختلف مع الكاتب في بعض ما جاء في متن مقاله، إلا أن ثقافة الاعتذار في عالمنا العربي بحاجة ماسة للنقاش، وصياغة ما يمكن تسميته بـ"ثقافة الاعتذار والتسامح"، وهو ما تحثنا عليه الأديان السماوية وثقافاتنا العربية والاسلامية. أؤيد بكل قوة دعوة الدكتور الأنصاري، بترسيخ ثقافة الاعتذار في عالمنا العربي، ولكن لنبدأ الاعتذار من الداخل. فلتعتذر بعض الأنظمة العربية عن حرمان شعوبنا من الديمقراطية، وحق التعبير، لتعتذر عن الاعتقالات والسحل في السجون، والفساد والإفساد وإهدار المال العام. فإذا ما تحقق ذلك لحظتها فقط سنسمع ونرى اعتذارات عن البطش العربي- العربي، والإسلامي- الإسلامي، وعن ترك فلسطين نهباً للعدو، وعن شعوب تموت تحت سطوة وسياط المحتل، وستمتد رياح الاعتذار لخارج حدودنا العربية حتماً.. فلنبدأ الاعتذار داخلياً! محمود الحضري– دبي