فشل في مواجهة "الإسلام الراديكالي"... ودور لبريطانيا في حصار كوريا الشمالية التصريحات الأخيرة لرئيس الأركان البريطاني، وحصار نظام بيونج يانج، وإعادة تقييم الوضع في العراق، والجدل الدائر حول الإسلام في بريطانيا، موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية سريعة على الصحافة البريطانية. *"ريتشارد يتحدى رؤساءه السياسيين": في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي تقول "الأوبزيرفر" إن تصريحات رئيس الأركان البريطاني الجنرال السير "ريتشارد دانات" قد مثلت تحدياً من جانب الرجل لرؤسائه السياسيين، خصوصاً أن رئيس الوزراء "توني بلير" لا ينفك يعلن من حين لآخر أن الأمور في العراق تمضي على ما يرام، وهو ما أصاب المجتمع البريطاني بحالة من الدهشة عندما وقف رئيس الأركان ليقول إن الوضع ليس كذلك وإن وجود القوات البريطانية في العراق كان سبباً في بعض الأحيان للعنف، وليس علاجاً له وإن الأهداف المحددة للقوات البريطانية يفترض أن تكون أقل طموحاً من تلك التي جرى تحديدها عام 2003. وترى الصحيفة أنه عندما يأتي قائد العسكرية البريطانية ليقول إن الوضع متأزم، فإن القيادة السياسية يجب أن تعيد النظر في الموقف برمته. ولم تستغرب الصحيفة قيام رئيس الأركان بالتحدث علناً عن الموقف الذي تواجهه قواته، خصوصاً أن الجنود البريطانيين في العراق يكتبون من دون تحرج على مواقع الانترنت عن أوضاعهم هناك، بل إنهم أمطروا تلك المواقع برسائل التأييد لرئيسهم بسبب الموقف الذي اتخذه والتصريحات التي أدلى بها عن الوضع الذي تحاول القيادة السياسية للبلاد غض النظر عنه. *"الدور البريطاني في مقاطعة كوريا الشمالية": تحت هذا العنوان، وفي افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي، حثت "الديلي تلغراف" الحكومة البريطانية التي كانت في طليعة الدول التي كانت تضغط باتجاه فرض عقوبات على نظام "بيونج يانج" على المشاركة في تنفيذ تلك العقوبات بعد أن قام مجلس الأمن بالفعل بالتفويض بذلك. وهي تقترح أن تقوم الحكومة بتخصيص عدة سفن حربية لتنفيذ هذه المهمة من خلال المشاركة في محاصرة الموانئ الكورية الشمالية لتشكيل ضغط على النظام الكوري على أن تتم حماية تلك السفن بواسطة وسائل الدفاع الجوي الأميركية في الأساس خصوصاً بعد أن تدنت حالة البحرية البريطانية عما كانت عليه أيام حرب الفوكلاند. وتقول الصحيفة إن وجود الأسطول البريطاني بالإضافة إلى الأسطول الأميركي والياباني على وجه التحديد سيكون بمثابة كابوس للصين يدفعها إلى مراجعة موقفها تجاه نظام كوريا الشمالية، وتؤكد الصحيفة في النهاية أن محاصرة النظام الكوري الشمالي ليس الهدف منه فقط التأكد من أن هذا النظام لن يقوم بزعزعة الاستقرار الدولي بعد ذلك، ولكنه سيصبح في الوقت ذاته رسالة موجهة للدول التي قد تراودها فكرة المغامرة النووية حيث سترى أمامها نموذجاً لما يمكن أن يحل بأي نظام يتحدى النظام الدولي. "فشل بريطاني ذريع في مواجهة الإسلام الراديكالي": يوم أول من أمس الثلاثاء، كتب "دينيس ماكشين" مقالاً بصحيفة "الديلي تلغراف" عن المواجهة مع الإسلام الراديكالي في بريطانيا، بدأه بالقول إنه يجب عدم السماح لأي أحد بتحدي القيم البريطانية الراسخة التي تقوم على التسامح وعلى العدل والأنصاف والحريات الديمقراطية البرلمانية، وخصوصاً حرية الكلام واحترام الأديان. ويرى الكاتب أن هذه النقطة تحديداً (احترام جميع الأديان) كانت دائماً من التقاليد الثابتة في بريطانيا، وإن "فولتير" كتب معلقاً على ذلك بالقول إنه إذا ما كان هناك دين واحد في بريطانيا، فسيكون فيها استبداد، أما إذا ما كان هناك دينان فسوف تكون فيها حرب أهلية، أما إذا ما كان هناك 30 ديناً، فإن الجميع سيتعايشون بسلام مع بعضهم بعضاً. وينطلق الكاتب من ذلك لإثارة نقطة مهمة وهي أن ما قاله جاك سترو مؤخراً لم ينجح في نزع النقاب عن النساء المسلمات في دائرته وإنما كشف عن فشل صناع السياسة البريطانيين منذ الثمانينيات في التعامل مع "الإسلاموية المتصاعدة" في بريطانيا والتي تصاعدت إلى درجة أن نائباً بريطانياً ووزيراً سابقاً لا يستطيع أن يبدي رأيه، وأن ذلك كله كان نتيجة لتقاعس الحكومة البريطانية عن التعامل مع المتطرفين من أمثال أبوحمزة وغيره ممن ساهموا في تغيير عقول الكثير من الشباب المسلم وحولوهم إلى أشخاص كارهين للمجتمع الغربي والديمقراطية وإلى قتلة للأبرياء وأن الوقت قد حان للاستيقاظ واتخاذ السبل الكفيلة بالتعامل مع هذا التيار الراديكالي المتصاعد. *"الاعتماد على بيكر للخروج من المأزق العراقي": كان هذا هو العنوان الذي اختارته "التايمز" لافتتاحيتها يوم أمس الأربعاء والتي رأت خلالها أن الولايات المتحدة الأميركية تقوم في الوقت الراهن بعملية إعادة تقييم للأوضاع في العراق، وأن بريطانيا أيضاً ضالعة في تلك العملية. السبب في إعادة النظر في الأوضاع داخل العراق يرجع إلى أن الأمور قد تغيرت عما كانت عليه منذ غزو العراق، حيث كان التحدي الرئيسي الذي تواجهه قوات التحالف هو تهديد ما كان يطلق عليه المتمردون العراقيون وهذا التهديد تضاءل في الوقت الحالي، لأن العنف العراقي الحالي أصبح عنفاً يدور بين السُنة والشيعة، وأن الخسائر التي تتعرض لها القوات الأميركية والبريطانية ترجع إلى محاولتها التدخل لإيقاف هذا العنف الدموي المتصاعد. وتقول الصحيفة إن التوجه الجديد نحو إعادة الأوضاع سيتأثر إلى شكل كبير بالتوصيات التي ستقدمها "مجموعة دراسة العراق"، التي يشارك في رئاسة مجلس إدارتها "جميس بيكر" وزير الخارجية الأميركي الأسبق، وهي المجموعة التي تم تكليفها بصياغة مقاربة جديدة للتعامل مع الوضع في العراق، وأن سجل بيكر كسياسي واقعي سابق وكلاعب رئيسي ناجح في الشرق الأوسط يشير إلى أن هناك تحولاً رئيسياً في الاستراتيجية سيجري اقتراحه في العراق. وتتنبأ الصحيفة بأن تلك الاستراتيجية ستركز أساساً على نزع سلاح المليشيات وإيقاف الاقتتال الطائفي، وهي مهمة ستعتمد في الأساس على نجاح نوري المالكي في تنفيذ التعهدات التي تعهد فيها بالقضاء على العنف الطائفي والتي لم ينجح فيها حتى الآن. إعداد: سعيد كامل