مع بداية تفجر الأزمة الحالية في إقليم دارفور السوداني عام 2003، ظهر تعبير الجنجويد الذين قيل إنهم ميليشيا عربية مسلحة، تدعمها الحكومة السودانية، وتقوم بالإغارة على القرى الزراعية في الإقليم، حيث أدت اعتداءاتهم إلى حرق مئات القرى وقتل عشرات الآلاف من السكان، وإلى نزوح نحو مليون شخص من ديارهم! ووفقا لما تقوله حركات التمرد، وبعض منظمات الإغاثة الغربية، فإن الجنجويد يلبسون لباسا عربيا أبيض اللون، ويتقنعون بعمائم بيضاء تخفي وجوههم، ويركبون الخيل حاملين معهم بنادق رشاشة، ليقتلوا كل من يصادفهم على الطريق! ورغم أنه لم يشكك أحد في وجود "الجنجويد"، فإن المنظمات الأجنبية وممثلي وسائل الإعلام والحكومات الغربية، وعناصر التمرد المنتشرين في الإقليم، لم يقدم أي منهم صورة واحدة تؤكد وجود بشر في السودان بهذه المواصفات وهذه التسمية وذلك السلوك! فهل يعقل أن حكومة تقف وراء البلبلة والاضطراب في مناطقها؟ وهل يستطيع خيالة بدائيون هزيمة العتاد المتطور ومركبات النقل القوية التي تأتي إلى المتمردين من مصادر معروفة؟ لكن، ألا نلاحظ تطابقاً بين الصورة التي تذكرها المنظمات الأجنبية عن الجنجويد وبين صورة العربي في المخيلة الشعبية الغربية؟! أسعد بدر الدين- القاهرة