يقوم العدو الإسرائيلي بحملة شرسة على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة منذ اندحاره في لبنان، حتى يعوّض فشله في تلك المواجهة، وذلك بالاعتقالات والقتل والحصار والتدمير وتجريف المزارع مصدر رزق الناس وتشريد الأهالي الآمنين. هذا الأسلوب الذي اتبعه العدو منذ خمسين سنة، اعتقاداً منه أن ذلك سيؤثر على هذا الشعب الصابر المجاهد، بل على العكس زاد من صلابته وقوته ومن الرد بكل الوسائل التي أفقدت هذا العدو صوابه وجعلته يتصرف بطريقة جنونية للنيل من عزيمته وكفاحه. وآخر ما أفقده صوابه هو قضية الأنفاق التي استطاعت المقاومة الفلسطينية إنشاءها وبمسافات طويلة حتى تكون ممراً آمناً لهم ولأسلحتهم، وهذا مما حيّر هذا العدو وجعله يتصرف بجنون حتى أنه ضرب غزة بصواريخ أرض أرض دليلاً وشاهداً على فشله فشلاً ذريعاً، كما فشل في لبنان من بطولات المقاومة الإسلامية. وقد اقتنع هذا العدو نفسه بعد أن امتلأت سجونه بالمناضلين والوطنيين من شعب فلسطين، بأن يتبع أسلوب القتل بدم بارد، لأنهم لا يمكن أن يسجنوا شعباً بكامله في سجونهم. ولن يستطيعوا النيل من هذه المقاومة الباسلة. ثم إن شعب الجبارين لا يمكن أن يتحول إلى شعب من الشحاذين، وذلك بحصارهم وتجويعهم، أضف إلى ذلك أن كل من فقد أخاً أو عماً، سيثأر لهذا الشهيد ولو بعد حين. وكثيرون لا يعرفون طبيعة هذا العدو ولؤمه وخبثه ومكره. كان أبوعمار، رحمه الله، دائماً يحمل مسدسه في السلم والحرب لأنه كان يعلم أن هذا العدو لا يعرف غير القوة. حتى "حماس" لا تريد الاعتراف بإسرائيل ولا بوجودها. إن قضية فلسطين التي جمعت اليهود في بلد اسمه إسرائيل ستكون هي الأساس في القضاء عليهم وهم يعرفون ذلك جيداً. هاني سعيد - أبوظبي