بعدما تخلى المجتمع الدولي عن الصومال والصوماليين لسنوات طويلة، وتعامل بما يكفي من اللامبالاة مع المسألة الصومالية، ها هي قد حانت اللحظة التي يحتم فيها الواجب الإنساني على المجموعة الدولية أن تتدخل لإنقاذ الصومال وشعبه وإعانته على استعادة الأمن والاستقرار وإعادة بناء مؤسساته. ففي هذه اللحظة تحديداً بدأ الصوماليون يعبرون عن رغبة حقيقية في طي صفحة الحرب الأهلية، واخذوا ينبذون أمراء الحرب، ويتخطون القسمة الإقطاعية للبلاد... وإذ يتهدد الصومال حالياً خطر الصراع بين المحاكم الشرعية والحكومة الانتقالية، وهو صراع تحاول إذكاءه عدد من دول الجوار لخدمة مصالحها الخاصة، فإن من واجب المجتمع الدولي، وفي مقدمته جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، أن يقوم بتحرك جاد لوضع تسوية بين الطرفين، والقيام على تنظيم مرحلة انتقالية وإجراء انتخابات عامة يشارك فيها جميع الصوماليين... فلا مخرج أمام هذا البلد من نكبته بغير ذلك الحل. محمد إبراهيم- القاهرة