كل التطورات الجارية على أرض الواقع في فلسطين، تشير إلى خطورة ما يحدث هناك، بل تنذر بإمكانيات متزايدة لحرب أهلية تتراءى لمعظم المراقبين قادمة في الأفق. فقد وصل التناقض بين الفصيلين الرئيسيين، "فتح" و"حماس"، نقطة انسداد توشك أن لا تترك مجالاً للعودة، أي للتراجع عن خيار الحرب الداخلية نحو فضاء الحوار والمناقشة بالتي هي أحسن. وفي هذا الظرف الاستثنائي العصيب، يتعين على الفصيلين أن يضعا جانبا تناقضاتهما الجزئية، مركزين على التناقض الرئيسي مع الاحتلال. لكن ذلك لن يتم إلا إذا فهمت "فتح" أن الرهان على الفوضى والضغط الخارجي، لإسقاط الحكومة الحالية، ليس رهاناً وطنياً شريفاً يصح التعويل عليه. كما يتحتم أيضاً على "حماس" أن تلتزم دون كلل بأحد ثوابتها الرئيسية في تحريم الدم الفلسطيني، وأن تتحمل بصبر وجلد ما يصدر عن البعض الآخر من أخطاء وتجاوزات قد تصل حد "التآمر، تماماً كما تحملت التنكيل على أيدي السلطة الوطنية طوال السنوات الماضية. لكن ماذا لو تقدمت الحكومة الحالية باستقالتها، وخرجت "حماس" من مؤسسات السلطة الوطنية، لتعود "فتح" إلى انفرادها بالحكم، كما تعودت على ذلك منذ "أوسلو"؟ أليس في ذلك ما يشرح حرص البعض على "جثة" منتهية سلفاً؟! عادل أكرم- الشارقة