أتفق تماماً مع محمد الباهلي فيما ذهب إليه، خلال مقاله "في وجه التحامل على المقدسات الدينية"، والذي نشر هنا يوم الجمعة الماضي، من أن ثمة قطاعات واسعة ومؤثرة، في البلدان الغربية، من سياسيين ومفكرين ورجال دين ونجوم إعلام... لا تريد لعلاقات التعايش مع العالم الإسلامي أن تتوطد وتترسخ، بل تكيد بمختلف الأساليب والسبل ضد الإسلام والمسلمين، وهذا ما تثبته بعض الوثائق والمصادر والشواهد التي استعرضها الكاتب في مقاله. لكني ألاحظ مع ذلك أن الدعوة التي وجهها الباهلي إلى الدول والمؤسسات العربية والإسلامية، للوقوف موقف موحد ضد ذلك الخطر، وللدفاع عن المقدسات الدينية الإسلامية، جاءت دعوة مبهمة وغير محددة، إذ لم يوضح وسائلها وأهدافها المباشرة على المديات المختلفة، وكيف ستكون آلية التصدي لما يذكره، وعن حق، من تهديدات تواجه الإسلام على أيدي البعض. وإذ أقول البعض، فإنه من الموضوعية التامة أن نذكر أيضاً بأن جانباً من ذلك الخطر يأتي من بعض أهل الإسلام ذاتهم؛ سواء بسبب جملة من الممارسات المتشددة التي تلغي روحية الإسلام ومقاصد العامة وتحوله إلى مجرد مظاهر طقوسية وقواعد متزمتة، لتلحق الأذى بصورته في أذهان الآخرين، أو لجهة واقع العالم الإسلامي في هذا العصر وما يعانيه من تخلف شامل، اقتصادي وسياسي وعلمي، مما يعطي الانطباع عن الإسلام كدين مخالف لحقيقته الحقة! لذلك أقول إن الخطر هنا مزدوج، وليس هذا أقل شأنا من ذاك! ناصر خضر- أبوظبي