أعجبتني الآراء والمقترحات التي عبر عنها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في مقاله المنشور على هذه الصفحات يوم الخميس 12 أكتوبر 2006، والذي حمل عنوان "خطوات لحل أزمة كوريا الشمالية". فقد انطلق كارتر من حقيقة بديهية، كان حرياً بالساسة الأميركيين إدراكها منذ سنوات عديدة قبل الآن، وهي أن الضغط والحصار والتهديد العسكري، لن يجعل القيادة الكورية الشمالية تتراجع عن تصميمها على الوصول إلى حيازة وتصنيع السلاح النووي، بل إن ذلك السلوك من جانب واشنطن قد يدفع بيونغ يانج إلى الإمعان في "تهديد محيطها الإقليمي دون رادع". وفي هذا السياق يرى أنه يمكن للولايات المتحدة أن "تخفف من تعهدها السابق بعدم إجراء مفاوضات مباشرة مع كوريا الشمالية، عن طريق إيفاد مبعوث مثل جيمس بيكر"، وأن لا "تترك دولة نووية تدير أمرها وهي مقتنعة بأنها ستبقى دائما معزولة دولياً، ومهددة في وجودها، وشعبها يعاني من المجاعة...". إلا أن ما لم يقله كارتر صراحة، هو أن الإدارة الحالية لا تعرف أسلوباً آخر في التعاطي مع خصومها الخارجيين، عدا هذه الطريقة، أي ممارسة الضغط والعقاب الجماعي واستخدام القوة العسكرية أو التهديد باستخدامها...! سامي - دبي