"عناد حماس" يعرقل السلام... ودعوة لحماية صحفيي روسيا أصداء تجربة بيونج يانج النووية، و"حماس" تعرقل المضي قدما نحو السلام، ودعوة لحماية صحفيي روسيا، والأميركيون بحاجة إلى حوار صريح بشأن العراق... موضوعات نعرض لها ضمن جولة أسبوعية موجزة في الصحافة الأميركية. معضلة كوريا الشمالية: في افتتاحيتها ليوم أمس الأحد، استنتجت "واشنطن بوست" أن الانتشار النووي سيتواصل لأن روسيا والصين تتعاملان مع هذه المسألة على أنها لا تشكل أولوية. الصين لا تزال تفضل الحفاظ على نظام "كيم" ولا تسعى لنزع أسلحته، أما روسيا فتتعامل وفق منطق الاتحاد السوفييتي السابق أي من منطلق مباريات صفرية مع الولايات المتحدة، بمعنى أن أي مكسب تحققه واشنطن هو بالضرورة خسارة لموسكو. من جانبها خصصت "يو أس أيه توداي" مساحة لرصد أصداء تجربة بيونج يانج النووية في بعض الصحف الأميركية، فمن صحيفة "سكرامنتو بي" نقرأ: "إنه من غير المؤكد ما إذا كانت العقوبات التي فرضت على كوريا الشمالية ستدفعها نحو استئناف المحادثات السداسية، وإن الخوف الحقيقي من امتلاك بيونج يانج لسلاح نووي، ينبع من سباق تسلح نووي قد يندلع في آسيا ويبدأ من اليابان". أما صحيفة "سان أنطونيو إكسبريس نيوز"، فخلصت إلى أن أي حل غير عسكري لأزمة كوريا الشمالية النووية في يد الصين التي تزود نظام بيونج يانج بالوقود والمساعدات الغذائية، خاصة وأن بكين ستتضرر كثيراً جراء حالة الاستقرار في شمال شرق آسيا. "حماس المتصلبة": اختارت "الواشنطن بوست" هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، لتتوصل إلى استنتاج مفاده أنه "من السهل المطالبة بإحلال السلام في الشرق الأوسط، لكن ما إذا كان القادة الفلسطينيون لا يريدون السلام؟". الصحيفة أشارت إلى أن المفاوضات بين الحكومة الفلسطينية وإسرائيل والدول الغربية المانحة لن تمضي قدماً لأن حكومة "حماس" ترفض الاعتراف بإسرائيل أو بالاتفاقات الفلسطينية- الإسرائيلية السابقة، وترفض هذه الحكومة أيضاً إدانة العنف ضد الإسرائيليين مدنيين كانوا أم عسكريين، وترفض أيضاً الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الذي تحتجزه منذ يونيو الماضي، علما بأن المفاوضين المصريين نجحوا في إبرام اتفاق مع الإسرائيليين لإطلاق سراح ألف أسير فلسطيني مقابل تحرير الأسير الإسرائيلي، لكن حركة "حماس" رفضت الاتفاق. رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية كرر رفضه الاعتراف بإسرائيل، في حين رد عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحل الحكومة الحالية وإجراء استفتاء عام، لكن "أبومازن" يفتقر إلى السلطة القانونية التي من خلالها يكون بمقدوره الإطاحة بحكومة "حماس" أو تحديد موعد إجراء الاستفتاء. وإذا كان من السهل إطلاق نداءات لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، أو الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تستطيع الضغط على إسرائيل للمضي قدماً نحو السلام، فإن الحقيقة المستعصية على كثيرين هو أنه لن يتحقق أي تقدم في عملية السلام ما لم تبد القيادة الفلسطينية استعدادها للقبول بحل الدولتين. "العراق: تحدٍ للرئيس وللأميركيين أيضاً": هكذا عنونت "واشنطن تايمز" افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، مستنتجة أن الشيء الذي تحتاجه الولايات المتحدة الآن هو الدخول في حوار صريح ومباشر عن الخطوة المقبلة التي يتعين على واشنطن الإقدام عليها في العراق. الصحيفة أبدت إعجاباً بخطاب ألقاه الرئيس بوش يوم الأربعاء الماضي، أوضح خلاله كيف أن أميركا لا تستطيع الخروج من العراق، لأن ذلك يعني احتمال سيطرة الإرهابيين على بلاد الرافدين، وأنه إذا تخلت الولايات المتحدة عن العراق قبل أن يكون بمقدور العراقيين حماية ديمقراطيتهم الناشئة، فإن الإرهابيين سيتخذون من هذا البلد ملاذا آمناً يشنون من خلاله هجمات جديدة على الولايات المتحدة، كما أنه لا يمكن السماح بقيام دولة إرهابية في الشرق الأوسط، خاصة إذا كان لديها احتياطات نفطية ضخمة قد تستخدم لتمويل طموحات راديكالية. لكن ما يريد الأميركيون معرفته: هل بمقدورهم الانتصار؟ وما هي الطريقة التي تضمن ذلك؟ أي هل ثمة خطة للنصر في العراق؟ وفي الموضوع ذاته، وتحت عنوان "خيار بوش الزائف في العراق"، نشرت "لوس أنجلوس تايمز" يوم الخميس الماضي افتتاحية رأت خلالها أن الرئيس بوش على حق عندما يحذر من شماتة "القاعدة" في "هزيمة" الولايات المتحدة في العراق، ففي الحقيقة، ستجد العناصر المعادية لأميركا في هذه "الهزيمة ما يشفي صدورها، غير أن ربط الانسحاب بالهزيمة، أو بين ترك العراقيين يديرون شؤونهم بأنفسهم وتمكين الإرهابيين من الانتصار، يتسم بالسذاجة والتسطيح، لأن محاربة الإرهابيين في العراق لا تعني بالضرورة أن الأميركيين سيكونون أكثر أمناً في بلادهم، لكن هذا لا يعني ألا علاقة بين مصيربلاد الرافدين والتهديدات الإرهابية التي تتعرض لها الولايات المتحدة. الصحيفة ترى أنه عاجلاً أم آجلاً سينسحب الأميركيون من العراق، ويمكن لحوار وطني رصين وهادئ أن يتوصل إلى طريقة مثلى من خلالها يمكن تنفيذ هذا الانسحاب. حماية صحفيي روسيا: خصصت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي للتعليق على مقتل الصحفية الروسية "أنا بوليتكوفسكايا" قبل ثمانية أيام، وهي التي كرست حياتها للتحقيق في الفظاعات التي ارتكبها الجيش الروسي في الشيشان. الصحيفة رأت أن عدد الصحفيين المستقلين ونشطاء حقوق الإنسان وغيرهم ممن يكرسون جهدهم لدعم الحقوق والحريات في روسيا يتضاءل، وهؤلاء يتم تكميم أفواههم بسبب سيطرة حكومة بوتين شبه الكاملة على وسائل الإعلام، وبسبب قوانين تقيد عمل مؤسسات المجتمع المدني. صحيح أنه لم تتضح بعد هوية من أمر بقتل "أنا بوليتكوفسكايا"، لكن البعض ينحي باللائمة على مناخ تسوده نعرة قومية يشوبها عدم التسامح. وعلى رغم القمع، لا يزال الشجعان يتكلمون ويعارضون، ومواقفهم هذه أمر حيوي لتفعيل الديمقراطية. وبعد مقتل "بوليتكوفسكايا"، على العالم حماية صحفيي روسيا الذين يرصدون الحقائق ويسيرون على نهج "بوليتكوفسكايا"، ومن بين هؤلاء: "أوكسانا شيليشيفا"، وهي متخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة في الشيشان، وتقوم بنشر مقالات داخل روسيا وخارجها، رغم تعرضها لتهديدات بالقتل. ومن بينهم أيضاً، "غاري كاسبروف"، لاعب الشطرنج السابق الذي يسير داخل روسيا بحراسة خاصة، فهو نظم مؤتمراً للمعارضة الروسية قبيل قمة الثماني التي انعقدت في يوليو الماضي بمدينة سان بطرسبرج، المؤتمر حمل عنوان "روسيا الأخرى" وشارك فيه عشرات من معارضي بوتين، واعتقلت السلطات الروسية عشرات مما كانوا في طريقهم للمشاركة في المؤتمر. وهناك "يوليا لاتينينا"الصحفية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، والتي ترصد الجرائم الاقتصادية في روسيا، حيث قالت "إنه في بلد يستطيع الكريملن فعل أي شيء، يستطيع أي شخص بحوزته مسدس فعل أي شيء أيضاً". وتتسع قائمة الأفراد المطلوب حمايتهم لتشمل "جريجوري ساتاروف" أستاذ العلوم السياسية الذي يترأس منظمة غير حكومية ترصد قضايا الفساد، وفي تقرير المنظمة لعام 2005 أشار "ساتاروف" إلى أن 55% من الروس تطالهم الآثار السلبية للفساد والرشى، وهو تقرير بادرت الحكومة الروسية برفضه. الصحيفة أشارت أيضاً إلى "فلاديمير رازخوف"، وهو السياسي الروسي الذي تأمل واشنطن في أن يكون الرئيس المقبل لروسيا الاتحادية. إعداد: طه حسيب