في مقاله المنشور يوم 24-9-2006، وتحت عنوان "حزب الله ماذا يفعل بانتصاره؟"، نشرت "وجهات نظر" مقالاً تضمن تناقضاً بشأن "حزب الله" وحربه الأخيرة على إسرائيل. ما لفت انتباهي هو أن الكاتب لم يتطرق إلى سبب الحرب، ولم يتطرق إلى إسرائيل وتجاوزاتها وعبثها. فمنذ انتصار المقاومة الإسلامية في حربها مع إسرائيل، بدأ البعض يقلل من هذا الانتصار، بل من هذا العمل بمجمله بالهجوم تارة والتعليق الساخر تارة أخرى. وكان النقد مختلفاً، فتارة بالخسائر وتارة بالناحية المذهبية وتارة أخرى بالتبعية، فاحتار المواطن العربي، لأن هؤلاء النقاد تناسوا أن العرب خاضوا حروباً عديدة، وكانت الخسائر تفوق خسائر اليوم بأضعاف على الصعيد المادي والعسكري والمعنوي، فلم نسمع منهم أي نقد لهذه الحروب سوى الكتابة الإيحائية العادية. أما اليوم فقد حققت المقاومة نصراً، وذلك باعتراف العدو قبل الصديق، مما زادنا عزة وكرامة وصموداً. ولكن أتدارك وأقول إنه بما أن البعض انطلق في نقده من أسباب خاصة. الجماهير العربية التي نشاهدها ونسمعها بين الفينة والأخرى، هي الجماهير العربية ذاتها التي هتفت سابقاً: يا جمال يا حبيب الملايين، وهي نفسها التي هُدمت بيوتها ولكن بقيت روحها عالية. نحن لم نعرف أن جهة ما قد سلمت سلاحها بعد انتهاء الحرب، لأن السلاح لن يستخدم إلا ضد إسرائيل هذا العدو الماكر المتربص الذي ينتظر لحظة الانتقام من المقاومة. ما تفضل به الدكتور رضوان عن الداخل اللبناني غير صحيح، أما الجنوب فكان من المفروض أن يذهب لزيارته ليرى أوضاع الجنوب. هاني سعيد - أبوظبي