دور محوري للصين في كبح جماح بيونج يانج... وإنجازات محدودة خلال "حقبة عنان" ردود الفعل العالمية على إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية، وقرب رحيل عنان من الأمم المتحدة، وأزمة الحجاب في بريطانيا، موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية على الصحافة البريطانية. * "الحجاب ليس الحاجز الوحيد أمام اندماج المسلمين": هكذا عنونت "الأوبزيرفر" افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، والتي بدأتها بالقول إن المواطنة البريطانية لا ترتبط بزي معين، وإنه إذا ما كانت النساء المسلمات في "لانكشاير" يردن ارتداء الحجاب، ففي إمكانهن أن يفعلن ذلك، ولكن عضوا للبرلمان البريطاني عندما يرى أن ارتداء هؤلاء النساء للحجاب قد يؤثر على تواصلهن واندماجهن في المجتمع، وبالتالي على حظوظه في دائرته الانتخابية فإن من حقه أن يبدي رأيه وأن هذا تحديداً هو ما فعله "جاك سترو" الوزير البريطاني السابق الذي لم يكن يستحق كل هذه الردود العنيفة التي انهمرت عليه من أوساط إسلامية تتهمه بالعداء للإسلام واستهدافه على الرغم من أن هناك مواطنين بريطانيين من عرقيات أخرى يواصلون ارتداء ملابسهم الوطنية مثل "السيخ" على سبيل المثال، دون أن يثيروا ردود الفعل التي يثيرها الحجاب. وترد الصحيفة على تلك الاتهامات بأن أفراد تلك العرقيات قد اندمجوا بشكل لا بأس به في المجتمع البريطاني علاوة على أنه لم تصدر عنهم أية أعمال عنف ضد بريطانيا أو ضد غيرها، وأن الحرب العالمية على الإرهاب والحملة على التطرف الإسلامي يجعلان بعض المسلمين يعتقدون أنهم مستهدفون دون غيرهم. ودعت الصحيفة في نهاية الافتتاحية إلى فتح المزيد من قنوات الحوار بين المسلمين وغير المسلمين لتوضيح الأمور على حقيقتها. * "اختبار للعالم بأسره": في افتتاحيتها أول من أمس الثلاثاء رأت "التايمز" أن كوريا الشمالية بإعلانها عن إجراء تفجير نووي تكون اجتازت العتبة النووية ويكون نظامها، وهو "أقل أنظمة آسيا استحقاقاً للثقة، قد أدخل المنطقة برمتها في عصر نووي جديد وخطر". العالم يبدو هذه المرة أكثر استعداداً لاتخاذ موقف موحد ضد النظام الكوري الشمالي، بدليل أن الصين لم تستطع مواصلة دفاعها عنه، وقال مندوبها في الأمم المتحدة: "لن يستطيع أي أحد أن يحمي السلوك السيئ" وتشير الصحيفة إلى أن الصين، ووفقاً لمصادر موثوق بها، قد أخبرت بيونج يانج أنها قد تقوم بإلغاء فقرة في معاهدة الدفاع المشترك بين البلدين كانت تنص على قيام الصين بـ"التدخل التلقائي" لحماية النظام. وترى الصحيفة أن الصين يمكن أن تقود الجهود الدولية لمواجهة نظام بيونج يانج، وأنها على الرغم من كونها لا تحبذ إجراء عملية تغيير للنظام، إلا أن معرفتها بقواعد اللعبة السياسية الداخلية في كوريا الشمالية، تجعلها تدرك أن هناك تيارات معتدلة داخل بيونج يانج مستعدة للإصلاح، وتشعر بالسخط من سياسات "الزعيم المحبوب"، وعلى استعداد للتسوية مع الخارج ما يجب أن يدفعها للتعاون مع تلك التيارات لإزاحة "الزعيم المحبوب" خارج الصورة باعتبار أن ذلك هو الطريق الأفضل للخروج من الأزمة النووية الكورية الشمالية. * "الغرب يستيقظ متأخراً في مواجهة التهديد النووي للدول المارقة": رسم "كون كوجلين" صورة قاتمة للعالم بعد إعلان كوريا الشمالية عن قيامها بإجراء تجربة سلاح نووي حيث بدأ مقاله المنشور بـ"الديلي تلغراف" أول من أمس بالقول إن قادة العالم وجدوا أخيراً شيئاً يتفقون عليه جميعاً، وإنهم جميعاً قاموا بإدانة الإعلان الكوري الشمالي. ولكن المشكلة كما يرى كاتب المقال أن العالم والغرب على وجه الخصوص أشبه بمن استيقظ متأخراً جداً بعد أن نام طويلاً على تهديد الانتشار النووي، الذي يمثله قيام نظام مثل نظام كوريا الشمالية بالتزود بالأسلحة النووية، بعد أن كان قد لعب دوراً في دعم البرنامج الإيراني من خلال تزويده بنسخ من صواريخ "نودونج" بعيدة المدى، التي يمكنها حمل السلاح النووي، كما أنه كان قد غفل من قبل عن المحاولات التي بذلتها إيران واستطاعت بها الحصول على التقنية. والكاتب يرى أن تطوير البرنامج النووي الإيراني والإعلان الكوري الشمالي عن إجراء تجربة نووية سيشجعان دولاً أخرى على تصنيع القنابل النووية مثل كوريا الجنوبية واليابان في آسيا، وربما مصر في الشرق الأوسط، وأن بذور التكاثر النووي تنمو الآن في كل مكان وأن عواقب ذلك قد تكون أكثر خطورة مما كان في أي وقت خلال الحرب الباردة. * "عقد عنان الصعب يقترب من نهايته": تحت هذا العنوان، كتب "مارك تيرنر" تحليلاً في "الفاينانشيال تايمز" قال فيه: إن كوفي عنان السكرتير السابع للأمم المتحدة عندما يقوم بلملمة أوراقه استعداداً للرحيل في نهاية العام، فإن الأمر المؤكد أن المشاعر التي ستنتابه في لحظة الرحيل ستكون مزيجاً من الحنين، والتحسُّر على الفرص الضائعة، والشعور العميق بالارتياح. ويقول كاتب التحليل: إن عنان عندما يغادر الأمم المتحدة، فإنه يغادر منظمة مختلفة كثيراً عن المنظمة التي استلم مهمتها منذ عشر سنوات تقريباً. من مظاهر ذلك الاختلاف أن زعماء العالم اليوم أصبحوا أكثر تعاوناً عما كانوا عليه من قبل، ولكن هذا التعاون ليس سببه أنهم مقتنعون بهذا التعاون وإنما لأنهم مضطرون إليه. وعنان يغادر الأمم المتحدة دون أن يحل الكثير من المشكلات التي بقيت دون حل، وخصوصاً في دول العالم الثالث مثل الصومال والسودان ورواندا بل وحتى البلقان. علاوة على الفضائح التي أحاطت ببرنامج النفط مقابل الغذاء، غير أنه يشير إلى أن الظروف الدولية المتغيرة في العصر أحادي القطبي هي التي حدت من قدرته على القيام بدوره، علاوة على أنه هو شخصياً لم يدفع بشكل كافٍ ومقنع –على عكس ما يدعيه- في اتجاه الإصلاحات التي وعد بها والتي تحتاجها المنظمة. وينهي الكاتب تحليله بالقول إن العالم سيتذكر عنان باعتباره رجلاً، حاول أن يحقق شيئاً، ولكن قدراته الإدارية والدبلوماسية المحدودة والظروف الدولية حالت دون ذلك. إعداد: سعيد كامل