دعوة لتخلي "بيرتس" عن وزارة الدفاع... وقطاع غزة على وشك الانفجار دعوةٌ لتخلي "عمير بيرتس" عن حقيبة الدفاع مقابل الحصول على وزارة ذات طابع اجتماعي، وتنديد باستمرار نشاط المستوطنين في الضفة الغربية، وقراءة في الأزمة السياسية بين "فتح" و"حماس"... موضوعات من بين أخرى نعرض لها ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة الإسرائيلية. "مازالت حليفاً استراتيجيا لأميركا" نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" في عددها ليوم الأحد مقالا لـ"إفرايم عنبر"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "بار إيان" ومدير مركز بيغين- السادات للدراسات الاستراتيجية، تساءل فيه حول ما إذا كانت إسرائيل تشكل بالنسبة للولايات المتحدة حليفاً يمكنها الاعتماد عليه في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في ضوء نتائج الحرب الأخيرة في لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل، التي فشلت –حسب الكاتب- في "تحقيق انتصار واضح"، وهي التي تمدها واشنطن بمساعدات مالية وعينية سخية. الكاتب رد بالإيجاب قائلاًَ: إن واشنطن تعلم أن إسرائيل تظل أوثق حلفائها في الشرق الأوسط وشرق حوض البحر الأبيض المتوسط على اعتبار– يتابع الكاتب- أن الولايات المتحدة لن تجد في المنطقة دولة أخرى– مهما كانت درجة تحالفها مع واشنطن- مستعدة لوضع منشآتها ومرافقها العسكرية تحت تصرف الأميركيين. كما أن استقرار أنظمة هذه الدول، لا يمكن التعويل عليه كليا في ضوء تهديد "المتشددين الإسلاميين". وإضافة إلى ذلك، فإن سرائيل من الدول القليلة في العالم التي لا ترى في الهيمنة الأميركية على الشؤون الدولية أمراً يبعث على القلق. وأشار الكاتب كذلك إلى ما اعتبره تشابهاً في المقاربات بين البلدين بعد 11/9، في إشارة إلى تبني استراتيجية "الضربات الاستباقية"، ليختم بالقول إن العلاقة الاستراتيجية الحالية بين واشنطن وتل أبيب تقوم على "أجندة استراتيجية مشتركة"، تمكنت من الصمود في وجه رياح الحرب الباردة، داعياً إلى ضرورة مواصلة تغذيتها ودعمها. "فرصة بيريتز" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها ليوم الأحد مقالاً للكاتب "سيفر بلوكار"، دعا فيه زعيمَ "حزب العمل" عمير بيرتس إلى اتخاذ "خطوة جريئة" تتمثل في الاستقالة من منصب وزير الدفاع وتولي حقيبة اجتماعية. وقال الكاتب إن "بيرتس" يعتقد أنه من الأنسب التشبث بوزارة الدفاع بأي ثمن من أجل قطع الطريق على منتقديه وعدم إعطاء الانطباع بأنهم محقون في ما ذهبوا إليه، وكيلا يوصَف بمن تحمل بشكل طوعي وزر الحرب شخصياً، إضافة إلى قلقه على وضعه داخل صفوف حزبه. إلا أن الكاتب طعن في قوة ووجاهة هذه الأسباب، معتبراً أن مبادرة من جانب "بيرتس" بتحمل مسؤوليات حقيبة اجتماعية لن يُنظر إليها من قبل الجمهور على أنها ضعف، وإنما "على أنها إظهار نادر للمصداقية والزعامة والرغبة في دفع الثمن"، وهي "خصلة تفتقر إليها الحياةُ السياسة الإسرائيلية". ورأى الكاتب أن الانتقادات المتمثلة في مطالبة المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق رسمية أمدت "بيريس" بفرصة سانحة لإجراء تغيير في الحكومة دون الذهاب إلى حد تقديم الاستقالة. ويرى "بلوكار" أن من شأن إقدام "بيرتس" على هذه "الخطوة الجريئة" إكسابه وحزب العمل جرعة أوكسجين وفرصة للعمل والتأثير؛ وأنه في حال تخلص حزب العمل من أعباء وزارة الدفاع، فإنه سيشكل عاملاً مساعداً على "إعادة إحياء الأجندة الوطنية، وتدشين تغيير في توجهات السياسات الاجتماعية، وتغيير مقاربة مقترحات السلام، وتشكيل لجنة تحقيق حكومية". "المستوطنون يعملون بدون كلل" كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "هآرتس" لافتتاحية عددها ليوم الخميس والذي خصصته للتعليق على التقرير الذي أصدرته مؤخراً منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية وفضحت في استمرار أنشطة الاستيطان في الضفة الغربية، ومن ذلك توسيع أشغال التوسيع في إحدى وثلاثين مستوطنة، وإنشاء بنيات جديدة في اثنتي عشرة مستوطنة، وإضافة منازل متحركة إلى ثلاث عشرة مستوطنة، إلخ. الصحيفة رأت أنه بالرغم من أن هذه الأنشطة تعتبر أعمالاً غير قانونية، وتتعارض مع رؤية حزب "كاديما" المتمثلة في الانسحاب من الضفة الغربية، فإنها استبعدت أن تحدث من دون علمه. الصحيفة قالت إن المستوطنين يواصلون أنشطتهم التوسعية، حيث يقومون بتنفيذ أجندتهم التخريبية من دون كلل، في وقت يبحث فيه أولمرت عن أجندة لحكومته، مضيفة أنه ربما بدا في وقت من الأوقات أن انشقاق "كاديما" عن "الليكود" بشير خير يَعدُ بقطيعةٍ مع هذه الممارسات، غير أنه سرعان ما اتضح أن الفرح كان سابقاً لأوانه ومبالغا فيه، لتتساءل بعد ذلك الصحيفة حول ما إن كانت أنشطة الاستيطان مستمرة بسبب لا مبالاة الحكومة، أو كمقابل لشراء صمت "اليمين" الإسرائيلي. واعتبرت الصحيفة أن بناء جدار الفصل كان يُقصد به وضعُ حد للاستثمار في المستوطنات الواقعة ما وراء الجدار، على أساس أنها ستُخلى إن عاجلاً أم آجلاً؛ غير أن المستوطنات الواقعة شرق الجدار– تتابع الصحيفة- لم تفكك، وإنما العكس هو الذي حدث. صراع الأشقاء تناول الكاتب والصحفي "داني روبينشتين" في مقال له بعدد يوم الخميس من صحيفة "هآرتس" الأزمة السياسية في الأراضي الفلسطينية بين حركتي "حماس" و"فتح" في ضوء تعثر المفاوضات الفلسطينية-الفلسطينية بخصوص تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولم يُخف الكاتب تشاؤمه حيث لم يستبعد أن يظل الوضع القائم على حاله وألا تزيد الأمور إلا سوءا في ضوء الجنوح في غزة خلال السنوات الأخيرة إلى "مجتمع قبلي"، تتولى فيه المليشيات الأسرية فرض النظام. ويرى الكاتب أن المشكلة الحقيقية في قطاع غزة لا تتمثل في عدم التمكن من التوصل إلى اتفاق بين "فتح" و"حماس"، وإنما في كون "عشرات الآلاف من سكان القطاع لم يعودوا يعملون في إسرائيل، كما أن جميع المبادرات الاقتصادية المحلية منيت بالفشل"، في ضوء عرقلة الأعمال التي تفوضها شركات إسرائيلية إلى الفلسطينيين، خصوصا في قطاع المنسوجات والمنتوجات الفلاحية، بسبب إغلاق معبر "كارني". كما وصف الكاتب تدهور الأوضاع الاقتصادية بالقطاع، واعتبرها المسؤولة عن تردي الأوضاع الأمنية قائلاً "ينضم الشباب إلى العصابات في محاولة لإظهار قيمتهم، ويحملون الأسلحة لإظهار رجولتهم". وقال "روبينشتين" إنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم، فإن قطاع غزة سينفجر قريباً، "وفي وجه إسرائيل أيضاً"، معتبرا أنه يمكن لحكومة إسرائيلية تتحلى بالشجاعة الإعلان عن مرور المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن يضيف "وهذا أمر مستبعد لأن التوقعات المتشائمة هي الأكثر واقعية". إعداد: محمد وقيف