المعتقلات السرية أو السجون الطائرة، هي واحدة من القضايا التي أثارت الرأي العام في أوروبا وهزت ضمائر الكثيرين هناك منذ عامين. فبعد التسريبات التي اضطرت الهيئات التشريعية الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات للتحقق من صحتها، اتضح أن الولايات المتحدة استخدمت مطارات في عدد من بلدان أوروبا لنقل معتقلين "غير قانونيين" يشتبه في انتمائهم لتنظيم "القاعدة"، وللتأكد كذلك من صحة ما قيل عن إقامة مراكز اعتقال سرية في قواعد عسكرية أميركية على أراضٍ أوروبية! لكن كم عدد السجون التابعة لأجهزة الاستخبارات الأميركية المختلفة، وللبنتاغون أيضاً، خارج أراضي الولايات المتحدة؟ وماذا فعل الأوروبيون بعد أن اتضحت الانتهاكات الأميركية للسيادة الوطنية لبلدانهم؟ وهل يمكن لأوروبا أن تظل خارج رقعة التحرك الأميركي المنفلت، وهي نفسها من مكن للولايات المتحدة لتصبح اللاعب الأوحد على المسرح الدولي؟ لا يتعلق الأمر إذن بسجون سرية أو معتقلات خارج القانون، بقدر ما يشير إلى وجود آلاف السجون ومراكز الاعتقال الأميركية المهاجرة! نادر المؤيد - أبوظبي