أصداء التصعيد النووي في شبه الجزيرة الكورية... ودروس لكندا من المغامرات الأميركية تجربة بيونج يانج النووية، والتحذير من احتمال صعود "رمضان قادروف" رئيساً للشيشان، ودروس لكندا من حصيلة المغامرات العسكرية الأميركية في العراق وأفغانستان... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية. "رو في مفترق طرق": هكذا عنونت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية أحد تقاريرها يوم أمس الاثنين، لترصد أصداء تجربة بيونج يانج النووية التي جرت مساء الأحد الماضي. وحسب التقرير، بعد إجراء كوريا الشمالية هذه التجربة، يواجه "رو مو هاين"، امتحاناً صعباً، خاصة على الصعيد الداخلي، في ظل فترة رئاسية وصفتها الصحيفة بالمترنحة. فالتصعيد النووي الأخير سيضعف من شعبية الرئيس الكوري الجنوبي المتدنية أصلاً، ذلك لأن التجربة جاءت في وقت يعرب فيه الكوريون الجنوبيون عن استيائهم من سياسات التهدئة التي تنتهجها سيئول مع بيونج يانج. وعلى الرغم من إفصاح بيونج يانج عن عزمها إجراء هذه التجربة، فإن الكوريين الجنوبيين قابلوا خبر التجربة بالدهشة، لأن حكومتهم طمأنتهم بأنها لم ترصد ما يدلل على تجربة نووية وشيكة. وثمة انتقادات موجهة إلى الرئيس الكوري الجنوبي، أهمها أن سياساته الخاصة بالتقارب بين الكوريتين لم تحرز سوى تقدم محدود، فعملية لمِّ شمل العائلات تم تعليقها مطلع العام الجاري بعد أن فشلت المحادثات الاقتصادية بين سيئول وبيونج يانج، وبعد أن قطعت كوريا الشمالية معظم قنوات الحوار مع جارتها الجنوبية. ما قبل التجربة النووية: تحت عنوان "تهديد بيونج يانج النووي"، نشرت "جابان تايمز" اليابانية يوم السبت الماضي مقالاً لـ"رالف كوسا"، مستبقاً تجربة بيونج يانج النووية التي أجريت قبل يومين، ليتوصل إلى استنتاج مفاده أن أفضل طريقة لردع بيونج يانج، هي توجيه رسائل واضحة مفادها أن كوريا الشمالية ستتعرض لعواقب وخيمة إذا أقدمت على هذه التجربة.الكاتب، وهو رئيس "منتدى الباسفيك" أحد فروع "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن، يرى أنه إذا كانت ثمة وسيلة لردع بيونج يانج، فلابد وأن تكون سياسية لا عسكرية. وضمن هذا الإطار لا مناص من دور صيني وكوري جنوبي وروسي. سيئول مثلاً يجب أن تعلن أن أجراء بيونج يانج تجربة نووية سيسفر عن وقف التعاون السياسي والاقتصادي بين شطري شبه الجزيرة الكورية. ويمكن للصين وروسيا اتخاذ الموقف ذاته، وعلى الصين أن تحدد موعداً لعقد جولة جديدة من المحادثات السداسية، وأن تؤكد عقدها حتى إذا لم تشارك فيها كوريا الشمالية. وإذا لم توجه الصين وروسيا وكوريا الجنوبية رسالة قوية لبيونج يانج، فسيكون العالم أمام خيارين: إما القبول بكوريا الشمالية كقوة نووية أو الإقدام على خطوات صعبة وخطيرة سياسياً واقتصادياً وربما عسكرياً لتغيير النظام في كوريا الجنوبية. وفي الموضوع ذاته نشرت "ذي ستريتس تايمز" السنغافورية يوم السبت الماضي افتتاحية طالبت خلالها اليابان وكوريا الجنوبية باتخاذ إجراءات من شأنها تطويق كوريا الشمالية، على سبيل المثال تستطيع اليابان وقف ما تبقى من مساعداتها الاقتصادية لكوريا الشمالية، وهي مساعدات تقلصت بعد تجارب بيونج يانج الصاروخية في يوليو الماضي، وبمقدور بكين وسيئول قطع جميع المساعدات التي تقدمانها إلى بيونج يانج. "خطر صعود قادروف": خصصت "ذي موسكو تايمز" الروسية افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي للتحذير من إمكانية ترشح رئيس الوزراء الشيشاني "رمضان قادروف" لمنصب رئيس الشيشان. وحسب الصحيفة، يتمتع "قادروف" بنفوذ كبير لدى الشيشان، وطموحاته الرئاسية ظهرت بعيد مقتل والده –أحمد قادروف- عام 2004، غير أن الدستور الشيشاني يضع شروطاً للترشح لمنصب الرئيس منها ألا يقل عمر المرشح عن 30 عاماً، وبالفعل بلغ "رمضان قادروف" سن الثلاثين يوم الخميس الماضي، مما يثير توقعات مفادها أن سيطيح بالرئيس الشيشاني الحالي "ألو ألخانوف". لكن كي يتمكن قادروف من ذلك عليه الحصول على موافقة الكريملن كون هذا الأخير يقرر تعيين وفصل القيادات الإقليمية. غير أن الصحيفة حذرت من خطورة وصول "قادروف" إلى منصب رئيس الشيشان، لأن اختياره سيجعل الكريملن أكثر اعتماداً عليه، فلدى الرجل ميليشيات شبه نظامية، تقوم بدعم القوات الفيدرالية الروسية في شن هجمات ضد ما تبقى من المتمردين الشيشان، كما أنه مسؤول عن إنفاق مليارات الروبيات من صناديق إعادة إعمار الشيشان، وبصفته رئيساً للوزراء حرم القمار ودعا إلى تقنين تعدد الزوجات. وحسب الصحيفة، كلما ازدادت قوة قادروف، كلما أصبح من الصعب على الكريملن مواجهة مطالبه المستقبلية، خاصة أن والده طالما دعا إلى مزيد من السيطرة على موارد الطاقة الشيشانية، وقادروف يطالب بالشيء ذاته، ومن ثم يجب ألا يحصل على منصب الرئيس، فأي استقرار يمكن تحقيقه في حال وصوله إلى هذا المنصب سيكون قصير الأجل، وثمن هذا الاستقرار سيكون جمهورية شبه مستقلة تدير مواردها النفطية بنفسها. وتثير الصحيفة شكوكاً حول ولاء "قادروف"، قائلة: "قد يكون موالياً بقوة للرئيس بوتين، لكن ما مدى ولاؤه لمن سيخلف بوتين؟ ومن ثم لا يزال ألو ألخانوف هو الخيار الأفضل لرئاسة الشيشان"، فولاء هذا الرجل لمهنته كشرطي روسي لا يزال، حسب الصحيفة واضحاً. كندا والدرس الأميركي في أفغانستان: في مقاله المنشور يوم السبت الماضي بصحيفة "تورنتو ستار" الكندية، سلط "توماس والكوم" الضوء على الدروس التي يمكن لكندا استيعابها من تجربة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان. الكاتب يرى أنه بعد قرابة خمس سنوات، بدأت واشنطن تعود إلى صوابها وتدرك أخطاءها وعواقب عملياتها العسكرية، ومن ثم على الكنديين المشاركين في مهام قتالية بولاية قندهار الأفغانية الانتباه إلى النتائج التي توصل إليها الأميركيون عقب مغامراتهم في العراق وأفغانستان. من أهم هذه النتائج، أولاً: أن الحرب ليست مزحة، فحصيلة القتلى في صفوف القوات الأميركية داخل العراق تتزايد، ناهيك عن تقارير استخبارية أميركية، وجدت أن الحرب على العراق لم تخفف من حدة التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها أميركا، بل فاقمتها. ثانياً: الأميركيون تعلموا أن حملاتهم التي تستهدف مواجهة المتمردين لا يمكن تحقيق النصر فيها باستخدام القوة العسكرية الضاربة، لأن العمليات العسكرية تطال المدنيين، وتسفر عن ضحايا في صفوفهم، مما يجعل ذوي الضحايا ينضمون إلى العناصر المعادية لأميركا. ثالثاً: بعض القادة الأميركيين بدأوا يدركون حقيقة مفادها أن التوصل إلى حلول توفيقية أفضل من شن الحروب، حتى لو كانت هذه الحلول تعني التفاوض مع "عناصر شريرة". الكاتب لفت الانتباه إلى زيارة قام بها "بيل فرست"، زعيم الأغلبية في مجلس "الشيوخ" الأميركي إلى أفغانستان، حيث أدلى بعد الزيارة بتصريحات مفادها أن التمرد "الطالباني" يتسع ويحظى بدعم كثير من الأفغان، وطالب بأن يشارك هؤلاء المتمردون في الحكومة الأفغانية. حسب "والكوم"، لن نجد في كندا، بعد عامين من الآن، أحداً يدعم مهمة القوات الكندية في أفغانستان. إعداد: طه حسيب