الملاحظ أن زيارات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، قد تكررت كثيراً لمنطقة الشرق الأوسط وخصوصاً أثناء الاعتداء الإسرائيلي على لبنان وبعده، ولا يمر أسبوعان أو شهر إلا وقد هبطت على المنطقة. ولكن زياراتها لإسرائيل بالذات كانت متقاربة لدعم تل أبيب وتشجيعها، رغم فشلها في أن تحقق أهداف أميركا المعروفة للخاص والعام. قبل أيام هبطت علينا متأبطة مشروع تكتل جديد للدول المعتدلة في المنطقة من خلاله تتصدى للدول المصنفة بالمتطرفة، لا لشيء إلا لأنها ترفض أن تسير في ركبها وحسب هواها، وتنفيذاً لتصورها للمشروع الأكبر في "الشرق الأوسط الجديد" ولخلق الديمقراطية والحرية التي "أوجدتها" في العراق، وأرادت أن تنشرها في أفغانستان! أما مشروع "تكتل الدول المعتدلة"، فقد رفض من قبل مصر قبل أن تغادرها "رايس" إلى فلسطين، التي كل ما قدمته أنها تتعاطف مع المأساة الإنسانية التي تمر بها. "رايس" وقد كالت الثناء للرئيس محمود عباس كذلك أسدت نصائحها الغالية للفلسطينيين بأن يشكلوا حكومة وحدة وطنية. في نظري أن أهم زيارة لها هي التي كانت في العراق، والتي لم يعلن عنها حتى وصلت أرض الرافدين، فأفصحت عن قلقها الشديد على الاقتتال الطائفي وعدم السيطرة على الميليشيات والتلميح بأن انفراط عقد الأمن يتوسع والعمليات للمقاتلين تتصاعد وأكثرها توجه لرجال الأمن العراقيين. منصف أبوبكر - أبوظبي