الوضع في لبنان قابل للاشتعال... وإدارة بوش ترفض الاعتراف بحقائق العراق أخطاء رامسفيلد في الحرب على العراق، وعناد بيونج يانج النووي، ومخاوف من إعادة تسليح "حزب الله"، ودعوة لاقتسام السلطة في أيرلندا الشمالية... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية موجزة على الصحافة الأميركية. رامسفيلد وأخطاء العراق تحت عنوان "كيف نخسر الحرب: التفاصيل الصادمة تؤرخ لأخطاء إدارة بوش في العراق"، نشرت "واشنطن بوست" يوم الأربعاء الماضي افتتاحية استنتجت خلالها أن صحفيي الولايات المتحدة بدأوا في رسم صورة واضحة لما يُرتكب في العراق من أخطاء، وفي الوقت ذاته يحاولون رصد أسباب هذه الأخطاء. وضمن هذا الإطار، جاء كتاب "بوب وودورد" المعنون بـ"حالة إنكار" ليوضح كيف أن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد احتكر خطط الإدارة الأميركية في العراق، وأساء استخدام الموارد والتكتيكات اللازمة لتحقيق النجاح في بلاد الرافدين، وتجاهل تقارير قدمها كبار مساعديه عن الأخطاء التي تعتري الحرب على العراق. أما "توماس إيه ريكس"، فكتب في "الواشنطن بوست" ما يفيد بأن رامسفيلد استبعد وزارة الخارجية من خطط إعادة الإعمار، ثم فشل في صياغة خطة خاصة به في هذا الشأن. وحسب الصحيفة، فإن أية حرب لابد وأن تعتريها أخطاء، لكن المهم هو تعديل السياسات والخطط بما يتلاءم والظروف المتغيرة، على سبيل المثال، أرسل رامسفيلد عدداً قليلاً من القوات في بداية الحرب، لكنه مصمم على الاستمرار في هذا الخطأ، وبسبب تجاهله إعادة الإعمار أثناء التخطيط للحرب، استبعد المتخصصين والمحترفين الذين كان بمقدورهم دفع سلطة الاحتلال نحو النجاح. الرئيس بوش نفسه رفض الإقدام على خطوة ضرورية لتصحيح الأخطاء الحاصلة في العراق، عندما رفض نصائح كبار مساعديه وأحجم عن إقالة رامسفيلد. وإذا كنا نتفق مع الرئيس بوش على أنه من الخطأ ومن الخطورة سحب القوات الأميركية من العراق، فإن من الخطير أيضاً أن يواصل بوش وتشيني ورامسفيلد رفض الاعتراف بالحقائق الراهنة في بلاد الرافدين. "كوريا الشمالية واللغز النووي": هكذا عنونت "لوس أنجلوس" تايمز افتتاحيتها يوم الخميس الماضي مشيرة إلى أنه إذا كان ثمة ما هو أكثر خطورة من البرنامج النووي لكوريا الشمالية، فهو الموقف الذي يتعين على المجتمع الدولي اتخاذه كرد فعل على هذا البرنامج. بيونج يانج أعلنت عزمها إجراء تفجير نووي، وذلك رغم تشكيك بعض الدبلوماسيين في امتلاك بيونج يانج القدرة على إجراء هكذا تجربة، وأيضاً رغم نداءات عدة صدرت من عواصم غربية لتحذير بيونج يانج من هذه الخطوة. كوريا الشمالية جربت في يوليو الماضي إطلاق صاروخ بعيد المدى، لكن التجربة فشلت، كما انسحبت العام الماضي من المفاوضات السداسية التي تضم الكوريتين والولايات المتحدة وروسيا واليابان والصين، لكن إذا أقدمت بيونج يانج على تجربة نووية، فإن العالم في حاجة إلى اتخاذ موقف ما ضدها. لكن صعوبة هذا الموقف تكمن في أنه لا أحد يعرف الكثير عن برنامج بيونج يانج النووي، لأن كوريا الشمالية طردت عام 2002 المفتشين الدوليين، ومن ثم يصعب على المحللين معرفة ماذا يجري في كوريا الشمالية، لاسيما وأن معلومات سابقة عن أنشطتها النووية تم رصدها بالأقمار الاصطناعية لم تفض إلى شيء. وعلى الصعيد الدبلوماسي يبدو الأمر معقداً، فلدى الولايات المتحدة والصين واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا قناعة تجاه مبدأ واحد هو جعل شبه الجزيرة الكورية خالياً من السلاح النووي. وحسب الصحيفة، فإن إعلان كوريا الشمالية عن تجربة نووية وشيكة سيعزز هذه القناعة، وهو ما ظهر جلياً في الإدانات الواضحة للإعلان من واشنطن وبكين. وحسب الصحيفة، فإن الدبلوماسية النووية هي فن اختيار "أخف الضررين"، وهو ما تسعى الولايات المتحدة لتفعيله مع إيران، فالأمر يتطلب وقفة حاسمة، لأن على الدول النووية طرق جميع السبل التي تحول دون حصول دولة غير نووية على السلاح النووي، ومن ثم أمام الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية واليابان وروسيا إقناع كوريا الشمالية بأنهم يعنون فعلاً ما يطلقونه من تحذيرات تجاه برنامج بيونج يانج النووي. "التركيبة اللبنانية القابلة للاشتعال": اختارت "واشنطن تايمز" هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، مستنتجة أنه بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، بدأ "حزب الله" يستعرض عضلاته، في إشارة إلى الخطاب الذي ألقاه حسن نصرالله يوم 22 سبتمبر الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية أمام حشد قوامه 350 ألف نسمة في بيروت، والذي أعلن خلاله امتلاك الحزب 20 ألف صاروخ. ويبدو أن محور اهتمام الحزب ليس التهديدات الإسرائيلية بقدر ما هو وضع حكومة فؤاد السنيورة في مواجهة مع القوات الدولية المنتشرة في الجنوب. وثمة تقارير مفادها أن "حزب الله" يكدس الأسلحة التي يحصل عليها من سوريا وإيران داخل المخيمات الفلسطينية بلبنان. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أن "نصر الله" حذر القوات الدولية من أن مهمتها (دعم الجيش اللبناني وليس التجسس على الحزب أو نزع سلاح المقاومة، وأن على قوات "اليونيفيل" عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية كسلاح "حزب الله"). الصحيفة تطرقت إلى تصريحات لـ"أوليفر غويتا" أحد الباحثين الأميركيين المهتمين بـ"حزب الله"، وقد جاء فيها أن (الوضع الأمني قي لبنان يتدهور وسيطرة "اليونيفيل" على الحدود مجرد مزحة، فالسلاح يأتي من سوريا دون أية مشكلات، ولن تكون ثمة مفاجأة عندما يشن "حزب الله" بعد ستة أشهر من الآن حرباً ضد إسرائيل، أكبر من الحرب الأخيرة التي وقعت الصيف الماضي". "أخبار طيبة من أيرلندا الشمالية": بهذه العبارة عنونت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم السبت الماضي، مستنتجة أن انتقال الحزب الجمهوري الأيرلندي -خلال العشر سنوات الماضية- من الإرهاب إلى المشاركة في العملية السياسية، لم يحظ باهتمام كبير، وذلك على الرغم من أن هذا الانتقال قصة نجاح تمت في أوقات عصيبة. وخلال الأسبوع الماضي صدر تقرير رسمي يؤكد هذا التحول، فالتقرير أعلن تخلي "الجيش الجمهوري الأيرلندي" تماماً عن الإرهاب والجريمة المنظمة والتزامه بالمسار السياسي. وحسب الصحيفة، حان الوقت كي يدرك حزب "الاتحاديين الديمقراطيين" أن الظروف أصبحت ملائمة لاقتسام السلطة مع حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجناح السياسي للجيش الجمهوري الأيرلندي "شين فين"، وإذا تمكن الأيرلنديون الشماليون خلال الشهر المقبل من تشكيل هذه الحكومة، فإنهم فهذه الحالة سيكملون عملية الانتقال من العنف الطائفي إلى حكومة ديمقراطية. رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ونظيره الأيرلندي "بيرتي أهيرن" اتفقا على أن يوم 24 نوفمبر المقبل هو الموعد الأخير للأحزاب الأيرلندية كي تتفق على تشكيل حكومة جديدة، وإذا فشل الاتفاق، فإن بريطانيا ستوقف مساعيها لتشكيل حكومة جديدة في أيرلندا الشمالية وستقوم بحكم وإدارة هذه الأخيرة من لندن. إعداد: طه حسيب