يثير الإعلان من جانب كوريا الشمالية عن إجراء تجارب وتفجيرات نووية جديدة، مزيداً من الشكوك في فعالية السياسة الأميركية تجاه البرنامج النووي لبيونج يانج، بل يلقي بكثير من الظنون حول مصداقية المفاوضات السداسية التي عنيت بهذا الملف المثير منذ ثلاثة أعوام. ذلك أنه ببساطة، لا يمكن للولايات المتحدة، وهي تستخدم دولاً مثل كوريا الجنوبية واليابان في تفعيل سياستها الهادفة إلى الضغط على نظام كوريا الشمالية، أن تجبر أي دولة مثل هذه الأخيرة على اتخاذ قرارات لا تجد فيها مصلحة وطنية أو لا تتسق مع مبدأ الاستقلال والسيادة الوطنية! بطبيعة الحال جربت الولايات المتحدة ذلك الأسلوب مع دول عربية، على رأسها عراق صدام حسين، وقد حققت نجاحاً مذهلاً، أما في بلدان لها مشروعها الوطني ولها نخبها الواعية، فلا يمكن لسياسة الضغط إلا أن تأتي بمزيد من التوحد الداخلي، والذي تتكسر على صخرته كل المحاولات الخارجية لإعادة استتباع ذلك البلد! وإلى حد الآن، فإن نظام بيونج يانج، رغم سماته الاستبدادية المعروفة، قد أثبت صحة المعادلة المذكورة آنفاً. محمد أحمد- القاهرة