المجتمع الدولي مسؤول عن العنف الفلسطيني... ولا لتأجيج الصراع بين الحضارات التوتر بين جورجيا وروسيا على خلفيه قضية تجسس، وعاصفة العنف في الأراضي الفلسطينية، وإخفاق الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في حسم الانتخابات من الجولة الأولى، ومخاطر تأجيج الصراع بين الحضارات... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية موجزة على الصحافة البريطانية. *"حرب باردة في تبليسي": كان هذا هو العنوان الذي اختاره "سايمون تسيدال" لمقاله المنشور، يوم أول من أمس الثلاثاء في "الجارديان" يقول فيه إن التوتر قد تصاعد بين روسيا وجورجيا خلال الشهور القليلة الماضية، وإنه لن يخف حتى إذا ما تم حل الخلاف حول قضية التجسس الأخيرة، وإن السبب في ذلك يرجع إلى طائفة من الأسباب السياسية والخلافات الدينية والصراعات الإيديولوجية، والحزازيات التاريخية وأسباب أخرى أهمها بحسب كاتب المقال، الصراع الأوسع نطاقاً بين روسيا وأميركا، في أعقاب الحرب الباردة، على النفوذ والسيطرة في منطقة القوفاز؛ فالرئيس الجورجي "ميخائيل سكاشيفيلي" يحاول جاهداً منذ أن صعد إلى سدة السلطة عقب "ثورة الورود" دمج بلاده في "الناتو " والاتحاد الأوروبي، وتعزيز علاقاته مع أميركا، وتوجيه اتهامات مستمرة إلى روسيا بالسعي إلى تغيير نظامه وتشجيع الحركات الانفصالية في "أبخازيا" و"أوسيتيا الجنوبية" أما بالنسبة لموقف الرئيس فلاديمير بوتين من جورجيا، فإنه بعد أن تشجع بالإخفاق الجزئي الذي منيت به الثورة البرتقالية في أوكرانيا، راح يسعى إلى التركيز على جورجيا من خلال المماطلة في سحب القوات الروسية العاملة هناك ضمن قوات حفظ السلام، وفرض عقوبات اقتصادية عليها، ودعم قادة أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، ومعارضة خريطة الطريق الجديدة التي قدمها الرئيس الجورجي لعمليات حفظ السلام في المنطقة. "مسؤولية المجتمع الدولي عن عاصفة العنف في الأراضي الفلسطينية": في افتتاحيتها أول من أمس الثلاثاء تناولت صحيفة "الإندبندنت" عاصفة العنف الدامي الذي اجتاح الأراضي الفلسطينية وذلك بعد أن لقي ثمانية من الفلسطينيين مصرعهم وجرح 60 غيرهم في قطاع غزة خلال معارك دامية بين الفصائل الفلسطينية، وهو ما يهدد بانهيار النظام والقانون في الضفة الغربية، بل وإلى اندلاع حرب أهلية. وتقول الصحيفة إن هذه الأحداث تبدو ظاهرياً وكأنها نوع من الصراع على السلطة في الأراضي الفلسطينية بين منظمتي "فتح" و"حماس"، في حين أن الوضع -عند التأمل الدقيق- أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، وأن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل نصيبه من المسؤولية عن عاصفة العنف الفلسطينية، لأن هذا المجتمع هو الذي منع المساعدات الاقتصادية عن السلطة الفلسطينية بعد أن فازت "حماس" في الانتخابات التشريعية، وأن المجتمع الدولي يجب ألا يكيل بمكيالين فيما يتعلق بمساعيه لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط فيقبل بصعود القوى التي يرضى عنها فقط ويرفض الأخرى.. ولكن الصحيفة لم تنسَ أن تحمِّل "حماس" و"فتح" المسؤولية، لأن رغبتهما في الاقتتال وتصفية الحسابات، كانت أقوى من رغبتهما في تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني، كما خصت "حماس" بجزء أكبر من المسؤولية عما يحدث بسبب تصلبها فيما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية. "دا سيلفا والدرس الانتخابي": تناول "برونوين مادوكس" في مقاله المنشور بصحيفة "التايمز" أول من أمس الثلاثاء موضوع الانتخابات البرازيلية التي انتهت جولتها الأولى بنتيجة لم تكن متوقعة حيث لم يتمكن الرئيس الحالي "لويز إغناسيو لولا دا سيلفا" من الحصول على الأغلبية التي تؤهله للفوز بالانتخابات من الجولة الأولى. يقول الكاتب إن فشل "لولا دا سيلفا"، أثار قدراً كبيراً من الانزعاج داخل البرازيل وخارجها ليس لأنه كان رئيساً كاملاً ولكنه لأنه أفضل من أي رئيس آخر علاوة على أنه رجل يتمتع بكاريزما عالمية وينحدر من أسره فقيرة، وأنه قد انحاز إلى جانب الفقراء وبذل الكثير من أجل تحسين أحوالهم. وعلى الرغم من تعثر "لولا دا سيلفا" في الجولة الأولى فإن الكاتب يعتقد أنه من المتوقع أن يفوز في انتخابات الإعادة التي ستجري في التاسع والعشرين من أكتوبر الحالي لأنه من الصعب على أي أحد أن يتصور أن "جيرالدو الكامين" منافسه الذي يفتقر إلى الجاذبية ولا يحظى بدعم كبير من الطبقات الشعبية يمكن أن يفوز في تلك الانتخابات. ولكنه يؤكد أن "لولا دا سيلفا" لن يتمكن من حسم تلك الانتخابات، إلا إذا ما تعهد بمحاربة الفساد في حزبه والذي كان سبباً من الأسباب الرئيسية في عدم توفيقه في الجولة الأولى، وأقنع بالتالي ناخبيه بأنه سيمضي قدماً في تنفيذ أجندة الإصلاحات التي وعد بها بوتيرة أسرع مما قام به حتى الآن. "حذار من الكلام غير المسؤول حول صراع الحضارات": تناولت افتتاحية صحيفة "الإندبندنت" الصادرة أمس الأربعاء التوتر بين الشرق والغرب، وبدأت بالقول إن هناك سحابة قاتمة تخيم في الوقت الراهن على أوروبا، وإن هناك الكثيرين في القارة ممن يخشون أن يتم إخراس حرية التعبير فيها بواسطة التيار غير المتسامح من الإسلام. وتقول الصحيفة إن من يخشون حدوث ذلك لا تعوزهم الأدلة التي يستطيعون بها إثبات صدق مخاوفهم والتي كان آخرها التهديدات بالقتل التي تلقاها "روبرت ريديكر" أستاذ الفلسفة الفرنسي الجنسية وذلك بعد الحديث الذي أدلى به لصحيفة فرنسية وعبر فيه عن آراء صريحة في الإسلام، وقيام فرقة الأوبرا الألمانية الأسبوع الماضي بإلغاء إنتاج أوبرا "آيدومينو" للموسيقار المشهور "موزارت" خشية من أن يؤدي مشهد معين فيها إلى إثارة غضب المسلمين، وتقليص عدد ونطاق عروض تحتفي بذكرى طرد العرب من أسبانيا، والغضب العارم الذي عبر عنه المسلمون مؤخراً بسبب المحاضرة التي ألقاها بابا الفاتيكان، وقبلها الاحتجاجات العنيفة الواسعة النطاق التي عمت العالم الإسلامي بسبب مشكلة الرسوم الكارتونية المسيئة للرسول، واغتيال المخرج الهولندي "تيو ثان جوخ" وهي كلها أدلة تثبت في نظر الكاتب صعود الإسلام المتمرد وغير المتسامح في أوروبا والذي يمكن أن يؤدي بتعصبه إلى تغيير الطريقة التي تعيش بها القارة، وأن الأمر يستدعي الحذر من المسؤولين الأوروبيين والصحافة الأوروبية، والعمل على تجنب الأقوال غير المسؤولة التي تؤدي إلى تأجيج التوتر بين الشرق والغرب مع العمل في نفس الوقت على فتح المزيد من قنوات الحوار بين الجانبين. إعداد: سعيد كامل