استعرض الدكتور عبد الوهاب المسيري في مقال: "الصهيونية والتبعية الكاملة للولايات المتحدة"، الذي نشرته هذه الجريدة يوم السبت الماضي (30 سبتمبر)، كثيراً من الانتقادات التي وجهها كتَّاب إسرائيليون على أداء دولتهم. والنقد الذي يوجهه المرء عادة إلى نفسه هو ما يسمى بـ"النقد الذاتي"، وهو لا يأتي غالباً إلا من حريص على مصلحته ومصلحة بلده. والسؤال الآن هو: متى نكون نحن العرب قادرين على ممارسة النقد الذاتي، والصدق مع أنفسنا كما يفعل ذلك الإسرائيليون، وغيرهم؟ لكن لُب المشكلة أن أي كاتب عربي مستنير يوجه نقداً ذاتياً على ثقافتنا، يتهم بممارسة "جَلْد الذات"، وبأنه مُعقد، أو لديه "مركب نقص" من ذاته ومن ثقافته. ولذا فإن الحساسية المُفرطة عندنا نحن العرب هي جزء من أزمتنا المعاصرة، ولابد أن نرسخ عندنا تقاليد "النقد الذاتي". عزيز خميّس - تونس