جاء مقال الكاتب الأميركي توماس فريدمان المنشور هنا يوم السبت الماضي تحت عنوان: "من أجل حوار بين المسلمين أولاً" ليؤكد على ضرورة قيام حوار بين المسلمين أولاً، وبعد ذلك يمكن الحديث عن حوار بين المسلمين وغيرهم في العالم. ومع أن هذه الفكرة وجيهة ومقبولة مبدئياً، خاصة أن ديننا الحنيف يتعرض الآن لما يشبه "الاختطاف" من قبل بعض المتطرفين الذين يعيثون في سمعته الكريمة تشويهاً، إلا أن توماس فريدمان مع ذلك ليس هو الشخص المخول، فيما أرى، لينظِّر لنا نحن المسلمين حول الحوار الذاتي الذي علينا أن نقوم به مع بعضنا بعضاً. ففريدمان معروف بالتحامل على الدول العربية الإسلامية، رغم المزاعم الليبرالية التي يغلف بها أحياناً مقالاته. والصيغة التي يدعو بها إلى حوار داخلي بين المسلمين تعطي الانطباع بأنه يريد القول بعجزنا عن ذلك، ما يفتح المجال للآخرين لكي يعطونا الدروس في كيفية إدارة وتنظيم الحوار الداخلي فيما بيننا، وهذا طبعا لا داعي له، أولاً، وغير مقبول من فريدمان على وجه التحديد، ثانياً. عادل محمود – الشارقة