قرأت بإعجاب مقال: "نضال المشرق العربي لتجاوز الهيمنة والاستضعاف"، للدكتور رضوان السيد، المنشور هنا يوم السبت 30 سبتمبر الماضي، وأكثر ما لفت نظري في هذا المقال هو قدرة الكاتب المنهجية الكبيرة على بسط جوانب من خريطة الأزمات المُعقدة التي تعصف بمنطقتنا العربية من خلال ملفات متشابكة ومتداخلة، ويسهم تعقيد بعضها في زيادة تعقيد البعض الآخر. ولكن كما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي: "لابد لليل أن ينجلي"، فمنطقتنا العربية ليست أول فترة حرجة من تاريخها، هي الفترة الحالية، فلطالما عرفت أزمات وواجهت تحديات جساماً كثيرة، ولكن شعوبها ظلت دائماً تخرج من الأزمات والمِحن أقوى وأكثر صلابة ومنعة. فلقد تعرضنا لغزوات المغول والتتار، وحروب الفرنجة، والاحتلال العثماني التركي، والاستعمار الاستيطاني الغربي، وكل هؤلاء الغزاة والمحتلون والطارئون على أرضنا العربية رحلوا وخرجوا مهزومين، وبقيت شعوبنا العربية على أرضها، وبأيديها مصيرها ومستقبلها. ونفس المصير سيواجه الإسرائيليين عاجلاً أم آجلاً، وإن كانت هزيمتهم عسكرياً مستحيلة، فهزيمتهم ثقافياً وحضارياً مُمكنة. فقد هزمَنا المغول والتتار عسكرياً، واحتلوا أرضنا، ولكننا هزمناهم ثقافياً، واحتوينا تحديهم حضارياً كما يعرف الجميع. نادر المؤيد – أبوظبي