ما دار من صدام بين "حماس" و"فتح" والذي ظل يتصاعد حتى أدى إلى اقتتال وتوسعت الخلافات والتنافس على السلطة. وكأن هذه الفصائل لا تدرك أن العدو يقتل منها يومياً بعض القادة المطلوبين ويجتاح الأرض ويعيث فيها تدميراً وخراباً. والشعب العربي يراقب كل ذلك بأسى وحسرة على ما آلت إليه الأوضاع التي لا تبشر بالخير والذي وصل به الحال إلى اليأس من إصلاح الخلاف الذي تتوسع فجوته. انتصار "حماس" وفوزها بالانتخابات الحرة والنزيهة لا يعطيها الحق بأن تجر الشعب إلى المجاعة والخراب والدمار، وإذا تظاهر الجياع صرخوا إنها الموامرة الكبرى، وأصابع أميركا وإسرائيل وراءها. حتى إذا جعت وتضورت جوعاً ليس لي الحق أن أصرخ! فقد بلغ السيل الزبى وهم يطلبون من شعبهم الصمود في وجه هذه المؤامرات والدسائس! كل العالم ينادي أن الوضع في فلسطين بأكمها وصل إلى حد المأساة بشهادة ممثلي الأمم المتحدة، الذين صرخوا ونادوا العالم بأن يهب إلى إنقاذ الشعب الفلسطيني فوراً بإرسال المواد الغذائية بكافة أنواعها وكذلك الأموال، إلا أن الموظفين ورجال الأمن لم يستلموا رواتبهم لمدة سبعة أشهر وليس هناك بارقة أمل بفرج قريب وشعارات الصمود تتوالى لتفويت الفرصة على العدو. هناك قول شهير يقول: "إن الإنسان يستطيع الصبر على كثير من الأشياء إلا الجوع فإنه قاتل". منذ بداية ظهور التنافس بين الفصائل واختلاف وتباين إنتماءاتها كنت أتوجس أن الصراع آت لا ريب فيه، لأن جبهات التحرير إذا لم تتوحد تحت ظل توجه واحد قوي يخضعها ولو بقوة السلاح، لن تستطيع أن تتحرك نحو الأمام سياسياً. منصف أبوبكر- أبوظبي