قرأت بإعجاب مقال "الصيام الأعمق" لكاتبه الدكتور خليفة علي السويدي، والمنشور في صفحات "وجهات نظر" يوم السبت 30 سبتمبر المنقضي. وأرى أن الكاتب تناول الموضوع من جميع جوانبه، وبشيء من التأمل المنهجي العميق والبناء، وضمن تعقيبي الموجز هذا سأكتفي بالإشارة إلى أن من يفهمون معاني الصوم في زمننا هذا قليلون للأسف. فأن تمتنع عن الطعام والشراب وشهوات الدنيا، وهي في متناولك، فهذا معناه أن تقول للنفس إنه ليس كل ما تريده متاحاً ولا مباحاً، وبالتالي تكون لك السيطرة على أهواء النفس،لا أن تكون لها هي السيطرة عليك. وقديماً قال البصيري: والنفس كالطفلِ إن تهْمله شبَّ على حُبِّ الرِّضاعِ وإن تفطِمْه يَنْفطِمِ. كما أن شعور الأغنياء بلسعات الجوع، وحرقة العطش، والماء قريب منهم، جدير بأن يُشعرهم بما يقاسيه الفقراء طيلة العام، مع آلام الفقْد، لأن لا الطعام ولا الشراب في متناولهم، وهذا عذاب نفسي في حد ذاته. إن شهر رمضان الكريم مدرسة مفتوحة في تهذيب الأخلاق وفي تربية النفس وترويضها وكبح جماحها. كما أنه فرصة استثمار في تجارة لن تبور لا في الدنيا ولا في الآخرة، وهي الطاعة، والتزود من العبادة والقيام وتدبر معاني القرآن الكريم ودلالات الخلق وإعجازه المبثوث في كل آيات الله في الكون حولنا وفي نفوسنا. فلنغتنم شهر رمضان الكريم للتزود من الطاعات والعبادات، فإن خير الزاد التقوى. منصور زيدان - دبي