كتب الدكتور عبدالله الشايجي يوم الأحد 1 أكتوبر الجاري في هذه الصفحات مقالاً بعنوان: "إدارة بوش وإنكار الحقائق" استعرض فيه بعض المآزق التي تواجهها إدارة الرئيس بوش، في العراق، وداخل أميركا نفسها. وأود أن أضيف إلى ما ذكره الدكتور الشايجي، وما ورد في كتاب الصحفي الأميركي "بوب وودورد" المعنون: "دولة الإنكار"، أن القيم الديمقراطية التي أرساها الآباء المؤسسون في الدستور الأميركي، باتت مهددة الآن داخل أميركا نفسها. فالتنصت على المكالمات دون إذن قضائي، والحد من الحريات العامة، والمس الجسيم والمتواصل بالحقوق المدنية، وتقنين كل ذلك وتكريسه بتشريعات وقوانين من قبيل قانون "الوطني"، كل هذه الأشياء مؤشرات على أن الولايات المتحدة لم تعد في موقع أخلاقي يسمح لها بإعطاء الدروس للآخرين في مجال الحرية والديمقراطية. بل إن أميركا تمر الآن للأسف بما يشبه مرحلة "مكارثية" جديدة، إذا لم يعمل ناشطو الحقوق المدنية، وأنصار الحرية في أميركا، وهم كثيرون، لوقف تلك الممارسات عند حدها، وإلا فلربما تنتهي الديمقراطية الأميركية من الأساس. وهذا الكلام لا أقوله على وجه المبالغة، وإنما أعتقد فعلاً أن الديمقراطية الأكبر في العالم، وذات الدستور الثوري المعروف، باتت تخطو على طريق التحول إلى دولة سلطوية. عزيز خميّس– تونس