أذن الكونغرس يوم الجمعة برصد 70 مليار دولار إضافية لتغطية مصاريف الحرب في العراق وأفغانستان خلال العام المقبل، منها 24 مليار دولار تقريباً مخصصة لإصلاح واستبدال المعدات القديمة. كما يرصد التمويل الجديد أكثر من ملياري دولار لجهود الجيش المخصصة لمحاربة القنابل التي توضع على حافة الطريق، والتي تعد السبب الأول للوفيات في صفوف القوات الأميركية في العراق. هذا واتفق أعضاء مجلسي النواب والشيوخ أيضاً يوم الجمعة على مبلغ 463 مليار دولار كإجمالي الإنفاق العسكري خلال السنة المالية 2007، أي بزيادة قدرها 3.6 في المئة مقارنة مع 2006. وفي خطوة تروم تخفيف العبء على القوات البرية التابعة للجيش الأميركي، دعا تقرير المجلسين إلى تعزيز صفوف الجيش الأميركي بقوات قوامها 30000 جندي و5000 من مشاة "المارينز" في عام 2007، إضافة إلى حالات زيادة أخرى تستمر إلى غاية 2009. وبهذا يرفع التمويلُ الجديد إلى 507 مليارات دولار مجموع ما اعتمده الكونغرس للحرب في العراق وأفغانستان، إضافة إلى تغطية نفقات التدابير الأمنية الإضافية للقواعد والسفارات الأميركية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وعلى الرغم من الميزانية الضخمة لتمويل الحرب في العراق، فإن تصاعد أعمال العنف بسبب الاقتتال الطائفي، أدى إلى إرجاء عملية خفض عدد القوات الأميركية في بلاد الرافدين إلى العام المقبل. هذا في وقت يؤكد القادة الأميركيون أن القوة العسكرية وحدها ليست كافية لإرساء الاستقرار في العراق. وفي هذا السياق، أعلن قائد أميركي في إقليم الأنبار المتقلب يوم الجمعة أن مهمة القوات الأميركية في منطقته لا تتمثل في التغلب على المتمردين بقدر ما تتمثل في خفض مستوى العنف إلى درجة يمكن أن تتعاطى معها القوات العراقية. فقد قال العقيد "شان ماكفارلاند"، الذي يشرف على الآلاف من الجنود الأميركيين والعراقيين في الرمادي عاصمة إقليم الأنبار المضطرب، "لا أحد يعلم على وجه الدقة الفترة التي سيتطلبها القضاء على حركات التمرد هذه في الواقع؟"، مضيفاً "ولكننا إذا نجحنا في خفض أعمال العنف إلى مستوى يمكن لقوات الأمن العراقية التعامل معه، فإن أيام التمرد ستكون معدودة في نهاية المطاف، وستنتهي على يد العراقيين". يوجد في العراق نحو 142000 جندي أميركي، وأكثر من 20000 جندي في أفغانستان، ويقول المسؤولون العسكريون الأميركيون إن هذه الأعداد ضرورية إلى غاية الربيع المقبل. والحال أن القادة الأميركيين كانوا يعتقدون في وقت سابق من هذا العام أن هذه الأعداد ستكون أقل من ذلك اليوم. ويقول "ماكفارلاند" إن وتيرة الهجمات تراجعت، خلال الآونة بنسبة 25 في المئة في مدينة الرمادي، حيث انخفضت من حوالي 20 هجوماً يومياً إلى نحو 15 هجوما، بعدما أعربت فيه القبائل المحلية عن دعمها للشرطة العراقية. غير أنه رفض الإفصاح عن تأثير هذا الانخفاض في الهجمات على الإصابات في صفوف القوات الأميركية المنتشرة في الرمادي، التي توفي بها العشرات من الجنود ومشاة "المارينز" منذ بداية هذا الصيف. وقد كرر كبار مسؤولي "البنتاغون" تأكيداتهم على أن الجيش الأميركي وحده لا يستطيع الفوز بالحرب في العراق، وأن التقدم السياسي والاقتصادي ضروري للنجاح هناك. ففي إقليم الأنبار على سبيل المثال خلص تقرير للاستخبارات العسكرية الشهر الماضي إلى أن القوات الأميركية هناك واجهت مأزقاً عسكرياً في ظل استغلال المتمردين لضعف الحكومة والاقتصاد المحليين. وقد اعترف "ماكفارلاند" بوجود هذه المشكلات في الرمادي التي لا يوجد بها عمدة ولا مجلس إقليمي فعال. ومن جهته، انتقد مسؤول كبير في "البنتاغون" الجهود الأميركية في العراق، قائلاً إن السلطات "تكافح" من أجل التنسيق لمشاريع وعمليات مختلفة هناك. وفي هذا الإطار قال "إيريك إيدلمان"، مساعد وزير الدفاع، "إننا لم نوحد جهودنا بعد"، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر لوزارة الخارجية حول كيف يتعين على الحكومة الأميركية القضاء على التمرد قائلاً "يتعين بذل المزيد من الجهد لتحسين أدائنا هناك"، ولاسيما رفع مستوى التنسيق بين جهود إعادة الإعمار والعمليات العسكرية. ــــــــــــــــــــــــــ ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"