تحديات أمام "شينزو آبي"... ومشرف يحاول الخروج من "المستنقع الأفغاني" هل يعيد الرئيس الباكستاني تعريف مهمة بلاده في "الحرب على الإرهاب"؟ وما هي التحديات التي يتعين على رئيس الوزراء الياباني الجديد مواجهتها؟ وماذا عن الولاية الثالثة لبوتين؟ تساؤلات نعرض لها ضمن قراءة موجزة في بعض الصحف الدولية. إعادة تعريف المهمة الأفغانية: في مقاله المنشور في "تورنتو ستار" الكندية يوم أول من أمس الأحد، وتحت عنوان "الجنرال يعيد تعريف المهمة الأفغانية"، رأى "هارون صديقي" أن الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الوزراء الكندي "ستيفن هاربر" يعتقدون أن "الحرب على الإرهاب تسير على ما يرام"، رغم استنتاج توصلت إليه 16 وكالة استخبارية أميركية، مفاده أن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق أدت إلى مزيد من الإرهاب، ورغم أن العراق وأفغانستان تخرجان الآن عن السيطرة، ورغم أن "طالبان" صارت أقوى من ذي قبل، والتمرد الأفغاني أصبح شبيهاً بالتمرد العراقي، لتعود إلى الأذهان مقاومة الأفغان للاحتلال السوفييتي خلال الفترة من 1979 إلى 1989، إضافة إلى أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف ونظيره الأفغاني حامد قرضاي وهما أهم حليفين للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب، يتبادلان الاتهامات علناً. وحسب الكاتب، يرى الرئيس الباكستاني أن أعضاء حركة "طالبان" أفغان أكثر من كونهم باكستانيين، فهؤلاء ينتمون إلى قبائل البشتون، التي تعيش في المناطق الحدودية الأفغانية- الباكستانية، وأن الأفغان أكثر دراية بالمناطق الجبلية من الباكستانيين، و"البشتون" في أفغانستان يشعرون بالعزلة، فحامد قرضاي، وعلى الرغم من أنه "بشتوني"، تحالف مع القبائل الأفغانية للإطاحة بحركة "طالبان"، وبسبب فساد حكومته، فشل قرضاي في توفير الأمن اللازم لإعادة إعمار أفغانستان. الرئيس مشرف يرى أن نظيره الأفغاني فشل في فصل "البشتون" عن فلول "طالبان". مشرف أشار أيضاً إلى أن إسلام أباد ساعدت الأفغان على الإطاحة بالاحتلال السوفييتي لبلادهم، لكن بعد خروج السوفييت من أفغانستان لم يساعد أحد باكستان على مواجهة 30 ألفا من "المجاهدين" القادمين من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، ولم يمد أحد يد العون لباكستان التي استضافت 5 ملايين لاجئ أفغاني، لا يزال نصف هذا العدد يعيش في باكستان. الكاتب وصف الاتفاق الذي أبرمه مشرف مع القبائل الباكستانية المتمركزة في المناطق الحدودية مع أفغانستان، بأنه خطوة من خلالها يحاول الرئيس الباكستاني الخروج من المستنقع الأفغاني، فالاتفاق يقضي بسحب القوات الباكستانية من هذه المناطق على أن تقوم القبائل بدوريات لمنع تسرب المقاتلين إلى الأراضي الأفغانية. مشرف، حسب الكاتب، توصل إلى استنتاج مفاده أنه لا يستطيع قتل جميع عناصر "طالبان" أو قتل الباكستانيين المتعاطفين معهم.، وأن محاولة الإقدام على هكذا خطوة سيضعه أمام حرب لا نهاية لها. وفي هذه الحالة، فإن مشرف إما أنه يحاول سحب نفسه من "الحرب على الإرهاب" من منظور بوش وبلير و"هاربر"، أو أنه يحاول إعادة تعريف هذه الحرب كي يجد لنفسه مخرجاً من المستنقع الأفغاني. تحديان أمام "شينزو آبي": تحت هذا العنوان، كتب "براد جلوسرمان" و"رالف كوسا"، مقالاً يوم السبت الماضي في "جابان تايمز" اليابانية، استعرضا خلاله التحديات العاجلة التي يتعين على "شينزو آبي" رئيس الوزراء الياباني الجديد مواجهتها. "براد"، المدير التنفيذي لمنتدى الباسفيك، و"رالف" رئيس المنتدى ذاته، أشارا إلى أن المهمة العاجلة التي يتعين "آبي" القيام بها، هي تخفيف التوتر الراهن بين طوكيو وكل من سيول وبكين، وفي الوقت ذاته يتعين على رئيس الوزراء الجديد الحفاظ على علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، وهما مهمتان مترابطتان، ذلك لأن تحسين علاقات اليابان مع جيرانها من شأنه تعزيز التحالف بين طوكيو وواشنطن على المدى البعيد. وضمن هذا الإطار، ثمة أمور على "آبي" القيام بها لجعل اليابان بلداً "محبوباً وموثوقاً به"، من أهمها وأولها: توضيح مكانة اليابان في آسيا والعالم. وعلى الرغم من أن اليابان قطعت في عهد "كويوزومي" شوطاً على طريق تطبيع علاقاتها الخارجية كدولة طبيعية، وهو ما يظهر في مشاركتها بقوات غير مقاتلة في العراق وأفغانستان وانضمامها في برنامج الدرع الصاروخي الأميركي، ومطالبتها بمقعد دائم في مجلس الأمن، يتعين على "آبي" توضيح رؤيته للعلاقات الدولية، ورؤيته للمبادئ الدبلوماسية التي تحدد سياسات بلاده من أجل توضيح مكانة بلاده في النظام العالمي وكيف يمكن الاستفادة من القدرات اليابانية. ويجب على رئيس الوزراء الجديد إجراء حوار استراتيجي مع واشنطن، ومناقشة إعادة نشر القوات الأميركية في اليابان. بوتين والولاية الرئاسية الثالية: خصصت "البرافدا" الروسية، أحد تقاريرها يوم الخميس الماضي لمناقشة إمكانية حصول الرئيس فلاديمير بوتين على ولاية رئاسية ثالثة بعد انتهاء ولايته الحالية في عام 2008. وحسب التقرير، رفضت "اللجنة المركزية للانتخابات" قبل أربعة أيام، مناقشة إمكانية إجراء استفتاء على ما إذا كان بمقدور الرئيس بوتين الحصول على ولاية رئاسية ثالثة. موقف اللجنة كان متوقعاً، لكن بعيداً عن الاعتبارات القانونية، فإن الكريملن" لم يعد بحاجة إلى الحصول على إذن من "اللجنة المركزية للانتخابات". وحسب التقرير، ثمة حقيقة يعرفها الجميع، وهي أن بوتين ذكر مرات عدة بأنه غير مهتم بالحصول على ولاية ثالثة. وثمة توقعات مفادها أنه كلما اقتربت نهاية الولاية الثانية للرئيس بوتين، كلما نشطت التيارات السياسية التي تتخذ مواقف متباينة من هذه المسألة، بما فيها التيار الذي يطالب بولاية ثالثة لبوتين، فأعضاء هذا التيار يرون أن استمرار بوتين في السلطة هو أفضل وسيلة لتحقيق مصالحهم. السؤال المطروح في الاستفتاء كانت صيغته كالتالي: هل توافق أو لا توافق على الحقيقة التي تقول إنه لا يمكن منح المنصب الرئاسي لشخص واحد أكثر من مرتين متتاليتين؟ لكن إجابة هذا التساؤل واضحة في إحدى مواد الدستور الروسي. يبدو أن الذين حاولوا طرح هذا السؤال في استفتاء عام يرغبون في إيجاد طريقة للالتفاف على الدستور، خاصة عندما يكون اقتراحهم يتعارض مع الدستور. المطالبة بفترة ثالثة للرئيس بوتين تفيد الكريملن في المستقبل، كونها تبين للغرب أن الرئيس يحظى بتأييد شعبي واسع، ناهيك عن أن هذه المطالبة تشكل في حد ذاتها أحد السيناريوهات المحتملة في روسيا 2008. إعداد: طه حسيب