إن أول من قال بأن سبب الحرب العالمية الثانية يعود لتصالح الحكومات الأوروبية مع هتلر وثقتها به، هم قادة إسرائيل، والهدف المعلن لقادة إسرائيل هو سد كل أبواب الحلول السلمية والوصول لحالة التصادم العسكرية، وإذا ما حصل هذا التصادم فإن الحرائق ستشعل المنطقة الملتهبة أصلاً بمظالمها وشعوبها المحبطة والكارهة لأميركا، وسيدفع الغرب ثمناً باهظاً لمثل هذا التهور. لقد عرفت المنطقة حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران، والتي وقف الغرب يسعر نيرانها، فكانت النتيجة خراب البلدين معاً، وافلاساً لخزائن المال العربية، وازدهاراً لشركات السلاح الغربية. أما هذه المرة، والمنطقة حبلى بالاضطرابات والفتن والاحتلالات، فقد يكون الحال مغايرا تماما، واعتقد أنه إذا ما اتبعت الحكومات الغربية الأسلوب السلمي في التعامل مع قضايا المنطقة، ولم تأخذ بالنصائح الإسرائيلية، فسيشهد هذا الجزء من العالم ازدهاراً وسلاماً وأماناً للجميع، فليجربوا ولو مرة واحدة الأساليب السلمية، سيما وأنه قد تبين للجميع عقم الأساليب العسكرية. فلماذا إذن ينسى بعض كتابنا أن الاحتلال الأميركي في العراق والإسرائيلي في فلسطين والجولان، إضافة الى أسلوب الغطرسة وحشد القوة التدميرية الذي تمارسه اسرائيل، كل ذلك هو الفتيل الذي يشعل الاضطراب في أحشاء المنطقة ويهدد بمزيد من الحرائق في أنحائها؟! أمير جابر- هولندا