بعد أن سخنت جبهة أفغانستان إثر عودة "طالبان" إلى مسرح القتال، وبعد أن قام حامد قرضاي بزيارة إلى باكستان طالباً منها أن تبذل المزيد من الجهود لمنع التسرب عبر الحدود، ازدادت الأعمال العسكرية وتصاعدت بشهادة قادة دول حلف شمال الأطلسي، الذين استغاثوا بدولهم لإرسال المزيد من المقاتلين وطائرات الهليكوبتر والسلاح، بعد أن ساء الموقف العسكري في جبهة الحدود. ولقد جاء على لسان أحد القادة العسكريين أن القضاء على هجمات "طالبان" يتطلب المزيد من الدفاع ولن يتم القضاء عليها حتى في عشر سنوات. وهذا هو وضع الجبهة على الحدود الباكستانية- الأفغانية، ما خلف توتراً في العلاقات بين الرئيسين دعتهما بطلب من الرئيس الأفغاني إلى الاحتكام إلى الرئيس جورج بوش. ولقد اتهم قرضاي باكستان بأنها لم تبذل الجهد الكافي لحراسة الحدود. وردّ الرئيس مشرّف رداً ساخناً متهماً قرضاي بفشله في إخماد التوتر الحاصل في بلاده، وألا يرمي اللوم على باكستان. إسلام أباد بذلت جهوداً جبارة لمساعدة أفغانستان، لكن قبائل باكستانية تضررت من عمليات الحكومة الباكستانية وقتل أفرادها المسالمون بالعشرات وهدمت مساكنهم، وهددوا بأنهم لن يظلوا على الحياد، وهم في الأصل يتعاطفون مع "طالبان" روحياً، ولكنهم لم يتحالفوا معها مما حدا بالرئيس مشرّف إلى أن يعقد معها اتفاقاً للمصالحة لتظل على الحياد. انفلات الأمن داخلياً دعا قرضاي إلى الاحتكام إلى الرئيس بوش للمصالحة مع الرئيس مشرّف، لكن ظهر أن مساعي بوش لم تنجح، إذ أن الرئيسين تبادلا الاتهامات علناً، وصرّحا بذلك لوسائل الإعلام. لقد خسرت أفغانستان دعم باكستان نتيجة اتهامها بالتقصير والتواطؤ. منصف أبوبكر- أبوظبي