منذ الأسطر الأولى في مقاله "ظاهرة شافيز ومعاداة أميركا!"، الاتحاد، الخميس 28 سبتمبر 2006، لم يكن خافياً على قارئه أن حازم صاغية ليس مغرماً بالرئيس الفنزويلي هوغو شافيز وباقي الزعماء الذين هم على شاكلته. وإذ لم يقل لنا صاغية سبب ذلك، فقد اتضح أنه موقف الرجل المناوئ للولايات المتحدة، لذلك لا مجال للموضوعية في تحليل هذه خلفيته! إلا أن الموضوعية كانت أبعد عن صاغية، حين رأيناه يحاول إعادة كتابة تاريخ العلاقات العربية- الأميركية، مستخلصاً أن الولايات المتحدة ظلت صديقاً حميماً للعرب الذين لم يعرفوا كيف يحافظون على هذه الصداقة! فقد أيدت حركاتهم الوطنية التحررية في كل مكان وأوان؛ فساندت الثورة الجزائرية، ووقفت إلى جانب مصر الناصرية في وجه العدوان الثلاثي، وتقاربت مع عموم العرب في عهد كيندي، ودافعت عن المسلمين في يوغسلافيا السابقة في عهد كلينتون..! على كل حال تلك وجهة نظر، لكنها تبقى بلا دليل من الواقع، إذ لا يمكنها الصمود أمام تساؤلات بسيطة كالآتي: ماذا كان عليه رد فعل الولايات المتحدة، وهي ترى بلداً عربياً مستقلاً ومهماً، هو العراق، يعاد احتلاله على أيدي بلد آخر، في مطالع القرن الحادي والعشرين؟! وكيف كان موقفها من الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني؟ وهل وقفت لتعارض معاقبته بسياسة التجويع؟ وإلى أي مدى حاولت منع الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد لبنان؟ وماذا كان موقفها من "النيازك" التي فعلت ما فعلت بمدن عربية وإسلامية آمنة؛ كبنغازي وطرابلس والخرطوم وكابول وقندهار وبغداد والنجف والفلوجة..؟ عائد الجبوري- دبي