"أخطأ البابا... وأخطأ بعض المسلمين أيضاً" تحت هذا العنوان كتب الأستاذ خالد الحروب هنا يوم الاثنين الماضي مقالاً قدم فيه طرحاً "عقلانياً" حول مسألة إساءة البابا الأخيرة للإسلام والمسلمين. ولئن كان الكاتب اقرَّ بأن البابا كان مخطئاً -والحمد لله أنه أقر بذلك- إلا أنه خطَّأ أيضاً بالدرجة نفسها بعض الردود التي وردت من المسلمين. وهذا من وجهة نظري الخاصة غير مُنصف، فجميع قوانين وأعراف الأرض وشرائع السماء متفقة على أن "البادئ أظلم"، فالبابا لم يضرب أحدٌ على يده ويقل له اذهب وتهجم على رسالة الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم. بل فعل ذلك عن قصد واختيار ودون أي سبب وجيه أو مبرر يمكن تفهمه. أما المسلمون الذين ردوا عليه فقد كانوا ملزمين بذلك دفاعاً عن دينهم وعقيدتهم ولرفع الضرر عنهم وعن أمتهم. ولم يكن الكاتب أيضاً منصفاً حين ساوى بين رد الضحية ورد المعتدي، وبين رد بعض الناس العامة غالباً وغير ذوي الصفة الرسمية أو الروحية، وبين رجل هو أكبر حَبر ديني في المسيحية. وعموماً فما أقل حاجتنا الآن لمثل عقلانية هذا الكاتب، وتعقله. فنحن نريد من يرد على البابا لا من يدفع الآخرين لعدم الرد عليه. عادل محمود - الشارقة