تحدث الدكتور أحمد البغدادي في مقال عنوانه "الانحياز للإنسانية"، وقد نشر هنا يوم الثلاثاء 12 سبتمبر 2006، عما سماه الإنسانية، دون أن يحدد ما يقصده بذلك اللفظ، وإن أسرف في تمجيد الغرب الذي وضع قوانين لحماية حقوق الإنسان، "أما اللاإنسانيون فلم يؤمنوا إلى هذه اللحظة بتلك الحقوق"! كاتبنا لم يكتفِ بذلك، بل راح يضع الشروط لمن يمكن أن يحظى بالقبول في إطار الإنسانية؛ ومن ذلك "عدم اللجوء إلى التكفير أو الإرهاب الفكري أو النبذ الاجتماعي أو السياسي"، و"القبول المطلق بالآخر كما هو دون قيد أو شرط". إلا أن الدكتور البغدادي يقع في تناقضات كثيرة، خاصة حين يتحدث في أحد شروطه عن "النبذ التام لكل توجه فكري يتعارض مع القيم الإنسانية"، ويدعو إلى محاربة (بمعنى إرهاب وتكفير) "كل من يتبنى فكراً أيديولوجياً يؤمن بالحقيقة المطلقة"! وفي الوقت ذاته يدعو إلى "الرفض المطلق لكل من يختار اللاإنسانية مذهباً للحياة"، وهو هنا يقع في مذهب "الحقيقة الواحدة المطلقة"! وتستمر تناقضات المقال وهو يتحدث في الشرط الخامس من شروطه عن "رفض كل ما يتعارض مع الإنسانية من قيم ومفاهيم"، ثم يؤكد في الشرط السابع على "حق الإنسان وبشكل مطلق، في اعتناق القيم والمفاهيم التي يريدها"! ووسط هذا الارتباك وانعدام الوضوح، أدعو الكاتب إلى أن يحدد لنا أولاً ماذا يريد تحديداً، ومن بعد فلكل حادث حديث! ناصر حميد- القاهرة