جاء في مقال الدكتور عادل الصفتي المنشور في صفحات "وجهات نظر" يوم أمس الخميس تحت عنوان: "المؤسسات الدولية... أزمة قيادة أم إرادة؟"، استعراض لمظاهر عدم فاعلية المؤسسات الدولية في حل بعض النزاعات على مستوى دولي. وهو عدم الفاعلية الذي يصل إلى حدود الشلل شبه التام عندما يتعلق الأمر بقضايا منطقة الشرق الأوسط تحديداً. وضمن تعقيبي على هذا المقال أرى أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم الإرادة لحل النزاعات الدولية وفق الشرعية الدولية التي تنصُّ عليها المواثيق والقوانين الشرعية التي تواضعت عليها الأسرة العالمية منذ تأسيس المنظمة الدولية. لقد كان من وضعوا ميثاق المنظمة الدولية طموحين وحالمين وسليمي النوايا أكثر من اللازم، ما في ذلك شك، لأنهم لم يضعوا كوابح تشريعية تمنع القوى العظمى التي أعطوها حق النقض، من أن تسيء استغلال هذا الحق، واستخدامه لشل إرادة الأسرة الدولية وإفراغ المنظمة من مضمونها. ولذلك فما لم تتوافر إرادة لدى القوى العظمى لحل نزاع ما فإن وضوح نصوص القانون الدولي لا يكفي وحده لحله. كما أن وجود رغبة لدى عدد كبير من الدول لحله حلاً عادلاً لا يكفي أيضاً. توفيق أبو لبيدة - غزة