"اعتذارٌ" بابوي... و"دموعٌ" على الديمقراطية في تايلاند دعوة إلى تعايش الأديان، وتحذير من تداعيات مراجعة دستور اليابان، وأسف على مآل الديمقراطية في تايلاند، وانتقادات بالجملة للمسؤولين الكوريين الجنوبيين.. موضوعات أربعة نعرض لها ضمن قراءة مقتضبة في بعض الصحف الدولية. "أسف البابا" خصصت صحيفة "تايمز" الباكستانية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على اعتذار البابا بنديكت السادس عشر للمسلمين عما صدر عنه بخصوص الإسلام والنبي (صلى الله عليه وسلم) في ألمانيا، ونقلت عنه قوله إن تصريحاته أسيء تأويلها، وإنه يكن احتراماً كبيراً للإسلام. الصحيفة استحسنت تعبير زعيم الكنيسة الكاثوليكية عن أسفه بخصوص تصريحاته التي أثارت غضباً عارماً في العالم الإسلامي، معتبرة أنه بقيامه بذلك يكون قد كفى نفسه شر الحركات الاحتجاجية التي كانت تعتمل في العالم الإسلامي. وأضافت أن شخصاً في مثل مكانته ينبغي أن يكن الاحترام لجميع الأديان ويشجع تعايشها. الصحيفة اعتبرت أن غضب المسلمين مما صدر عن البابا في وقت سابق كان مبرراً لأن "تصريحاته بدت كما لو أنها تدعم أطروحات القائلين بما يدعى صدام الحضارات"، مُشددة على أهمية أن ينتصر البابا الحالي لتعايش الديانات على غرار سلفه يوحنا بولس الثاني، على اعتبار أن العالم في حاجة مُلحة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعايش الأديان "لما فيه مصلحة السلام الدولي وإنقاذ الإنسانية". كما رأت الصحيفة أنه من واجب زعماء جميع الأديان تشجيع التسامح والتفاهم بين الأديان؛ مثلما على العلماء المسلمين مسؤولية الرد على الدعاية السلبية التي تستهدف الإسلام وذلك عبر المنطق والحجة وروح القرآن الكريم والسُّنة النبوية الشريفة، وخصوصاً في البلدان الغربية، "لإزالة سوء الفهم والتصورات الخاطئة التي تسود هناك". "مخطط آبي المقلق حول اليابان" كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "جابان تايمز" اليابانية لافتتاحية عددها ليوم الخميس والتي أفردتها للتعليق على حدث اختيار أمين عام الحكومة "شينزو آبي" زعيماً للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، بعد تغلبه على منافسيه وزير المالية "ساداكازو تانيغاكي"، ووزير الخارجية "تارو آسو"، مضيفة أنه من المرتقب أن يتم انتخابه من قبل البرلمان رئيساً للوزراء في غضون أسبوع. وأشارت الصحيفة إلى أن "آبي" سيرث عن سلفه جونيشيرو كويزومي عدداً من التحديات، من بينها إعادة هيكلة القطاع المالي، وتضخم تكلفة الضمان الاجتماعي، واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، وتدهور علاقات اليابان مع الصين وكوريا الجنوبية بسبب زيارات كويزومي المتكررة لمزار "ياسوكوني"، على أن أكثر ما سيطبع عمل حكومته هو "التخلي عن نظام مرحلة ما بعد الحرب ومراجعة الدستور"، داعية إلى ضرورة بحث آثاره وتداعياته على مستقبل اليابان والمنطقة بعناية كبيرة. الصحيفة أوضحت أنه رغم أن مراجعة الدستور شكلت أحد أهم أركان برنامج الديمقراطيين الليبراليين منذ تأسيس الحزب عام 1955، إلا أنه لم يتقدم بمقترح ملموس بهذا الخصوص سوى الخريف الماضي. وتوقعت أن "آبي" سيسعى جاهداً إلى تنفيذه وفاء لبرنامج حزبه، غير أنها توقعت أن يؤثر ذلك على موقف اليابان في المجتمع الدولي، ولم تستبعد أن يثير أيضاً انتقادات وشكوك جيران اليابان، بل وحتى الدول التي تعتبر صديقة مقربة، وذلك –تتابع الصحيفة- لأن تعديل الدستور من شأنه أن يؤدي إلى إلغاء أحد أركان يابان ما بعد الحرب –وهو ضبط النفس بخصوص النشاط العسكري- والذي "ساعد البلاد على كسب ثقة المجتمع الدولي وتبوءِ موقع محترم في الساحة الدولية". "دموع على الديمقراطية، وليس على تاكسين" تحت هذا العنوان كتب المعلق بيتر ألفورد في عدد أمس الخميس من صحيفة "ذا أستراليان" مقالاً خصصه للتعليق على الانقلاب الأبيض الذي قام به الجيش التايلاندي على حكم رئيس الوزراء تاكسين شيناواترا. الكاتب اعتبر أن عهد شيناواترا كزعيم لبلاده قد ولى، وأن القليل من التايلانديين فقط هم من يأسفون لذلك على اعتبار أن العام الماضي كان "كارثياً" بالنسبة للحكومة الدستورية، والذي يعود سببه إلى "حكم شيناواترا الشعبوي والسلطوي"، ذلك أن تاكسين –يقول الكاتب- أضحى تدريجياً "طاغية منتخباً" لا يقيم كبير وزن للدستور. كما أن حزبه (حزب تاي راك تاي) صار –رغم العديد من الناس الموهوبين والمشهود لهم بكفاءتهم داخله- "عبداً سياسياً" بين يديه. إلا أن الكاتب رأى أن الانقلاب يشكل انتكاسة كبيرة للديمقراطية في هذا البلد، معتبراً أن طريقة التخلص من رئيس الوزراء المخلوع "مأساة كبيرة" بالنسبة لبلد "كان في معظم السنوات الخمس عشرة الماضية يعد منارة للديمقراطية في جنوب شرق آسيا". وأشار ألفورد إلى أن الجيش سيعمل على تعيين رئيس جديد للوزراء وحكومة جديدة في ظرف أسبوعين، على أن تُجرى انتخابات في غضون عام. وفي انتظار ذلك –يتابع الكاتب- فلن تكون ثمة سوى "ديمقراطية موجهة" ودستور جديد سيصاغ لاستبدال دستور 1997 "الذي كان يعلق عليه التايلانديون آمالاً كبيرة". جدل ما بعد القمة أفردت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على تضارب التصريحات حول حصيلة ونتائج زيارة الرئيس الكوري الجنوبي "رو مو هيان" إلى واشنطن الأسبوع الماضي، ومضمون المحادثات التي أجراها مع المسؤولين الأميركيين، وفي مقدمتها اجتماع القمة مع نظيره الأميركي جورج بوش؛ حيث اعتبرت أن الهوة كانت كبيرة بين سيئول وواشنطن في ما يخص تأويل نتائج محادثاتهما حول كيفية التعاطي مع بيونغ يانغ، واصفة إياها بالأمر "المُحرج". أما "الأكثر إحراجا" –تتابع الصحيفة- فهو التصريحات المتباينة بخصوص ما حدث خلال لقاء "رو" مع المسؤولين الأميركيين. وفي هذا الإطار، ساقت الصحيفة عبارة "المقاربة الشاملة والمشتركة" التي قدمها المسؤولون الكوريون على أنها واحدة من أهم نتائج القمة مشيرين إلى أن البلدين اتفقا على جملة من التكتيكات الشاملة والمشتركة تجاه كوريا الشمالية. غير أن نظراءهم الأميركيين لم يركزوا كثيراً على "شاملة" ولا على "مشتركة"، قائلين إنها تعني بكل بساطة أي مقاربة فعالة ومقبولة من قبل كل من واشنطن وسيئول. الصحيفة شددت على ضرورة أن يُطلع الزعماء الرأي العام الكوري الجنوبي على "ما اتفقوا عليه وما اختلفوا عليه بدون تحريف"، معتبرة أن تضارب تصريحات مساعدي الرئيس والدبلوماسيين الكوريين حول محتوى المحادثات إنما يعكس "الافتقار إلى العمل الجماعي" وانعدام التنسيق. واختتمت افتتاحيتها بالقول إن قمة رو- بوش كانت فاشلة من حيث الشكل والجوهر، داعية إلى عدم تكرارها. إعداد: محمد وقيف