تصريحات البابا بنديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان، في محاضرته الشهيرة بألمانيا بشأن الإسلام ونبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام، خاصة فيما يتعلق بنظرته المغلوطة حول الجهاد في الإسلام، وما أعقبها من ردود غاضبة من المسلمين جميعاً، ليست الأولى من نوعها التي تأتينا من الغرب، فالتصريحات حيال هذا الدين العظيم ونبيّه الكريم كثيرة ومتواترة. وفي أغلب الأحيان كانت تصدر مثل هذه التصريحات الجوفاء من مؤسسات سياسية أو ثقافية أو اجتماعية ذات طابع وأفكار وثقافات متطرفة، إنما الشيء اللافت للنظر هي أن تأتي اليوم من شخصية دينية لها مركزها وثقلها الديني في العالم، يفترض فيها الواقعية والتعقل. وعندما نقول إنها ليست بالتصريحات الأولى من نوعها في هذا الشأن، فإننا نعني بهذا القول إن هناك من سبقه في هذه الحملة الدعائية المسعورة التي تشن على الإسلام ومبادئه السامية، وهي قد تكون متقاربة ومتلاحقة في أحداثها وزمانها مع بعضها بعضا وفي وقت قصير بدءاً من الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لشخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلام، التي نشرتها قبل فترة تلك الصحيفة الدنماركية الشهيرة، مروراً بتصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش عندما اعتبر أن الحرب التي يشنها ضد الإرهاب "حرب صليبية"، واختتمها أخيراً بوصفه الإسلام بالفاشية. لا نجد تفسيراً مقنعاً لما بدر من البابا؛ فحينما يقول بابا الفاتيكان مثل هذا القول المردود عليه جملة وتفصيلاً، إنما ينم ذلك عن قلة معرفته بالدين الإسلامي الحنيف وتجاه نبيّه الكريم، خاصة في فلسفة الجهاد في سبيل الله وبما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من تعاليم سامية ومكارم أخلاق ورفعة شأن الإنسانية واحترام لحقوق الإنسان قبل أن يأتي بها الغرب اليوم. هذه مغالطات لا تصدر إلا عن أناس لا يدركون المعنى الحقيقي للدين الإسلامي، وديننا العظيم أسمى من أن يتأثر بهذه الأقاويل الخبيثة. حمدان محمد - كلباء