تحت عنوان "العبء العراقي يفاقم مشكلات الجيش الأميركي"، نشرت "وجهات نظر" يوم الثلاثاء مقالاً لـلورانس كورب. وبعد قراءتي لهذا المقال، أرى أن كل هذه المآسي وأنهار الدماء والفشل الأميركي في العراق، هي من صنع السياسة الأميركية. ولو صدقت أميركا في تطبيق الديمقراطية والعدالة، ولم توقف الإجراءات القضائية بحق قتلة الشعب العراقي، ولم تفتح حدود العراق أمام جحافل التكفيريين الذين دفعتهم للتوجه إلى العراق بدل التوجه لأميركا وجعل الساحة العراقية ميداناً لتصفية الحسابات مع "القاعدة" كما قال بذلك الرئيس بوش ولم تجبر الحكومة العراقية على اختراقها من قبل أزلام صدام لاستقر العراق تماماً، ولعاد معظم الجنود الأميركيين إلى بلادهم، ولشكر معظم العراقيين الأميركيين، ولأصبح العراق فعلاً مثالاً ومناراً للديمقراطية، لكن يبدو أن من يقود الأميركان في العراق أناس يصرون على تأجيج الفتن الطائفية وتمزيق العراق والمنطقة العربية لصناعة "الشرق الأوسط الجديد"، ولجعل العراق والعراقيين درعاً أمام عدو أميركا وإسرائيل التقليدي أي إيران. وطالما استمر هذا التخبط والاستهتار بدماء العراقيين، فحتماً سيكون العراق هو الميدان الذي سيفشل فيه الأميركان لأن جنودهم لا يعرفون لماذا يقاتلون؟ ومنْ يقاتلون؟ وهذا هو السبب الرئيسي لضعف معنوياتهم لعدم وضوح الأهداف التي شاهدوها تتغير كلما تتكشف الأكاذيب. ألم تقل القيادة الأميركية في المرة الأولى لاحتلالها للعراق بأنها أرسلت الجنود لنزع أسلحة صدام، ولما لم تجد تلك الأسلحة قالت لهم يكفي أنها خلصت العراقيين من نظام ديكتاتوري. عدم ثقة العراقيين بالأميركان تزداد يوماً بعد يوم وهذا هو كل ما يتمناه أعداء أميركا وهم كثر. أمير جابر- هولندا