تغيير مقر الأمم المتحدة... ووصفة الفوز في الحرب على الإرهاب ---------- تقييم أسترالي لـ"الحرب العالمية على الإرهاب"، ودعوة باكستانية لإصلاح الأمم المتحدة ونقل مقرها إلى جنيف، وانتقادات كورية للرئيس رو مو هيان .. موضوعات من بين أخرى نعرض لها ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية. "محادثات قمة مهمة" أفردت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على محادثات القمة الخامسة التي جمعت أول أمس الأربعاء بواشنطن الرئيس الكوري الجنوبي رو مو هيان ونظيره الأميركي جورج بوش. الصحيفة قالت إن القمة تحظى بأهمية خاصة وتستأثر باهتمام المراقبين في البلدين بالنظر إلى المواضيع المطروحة على جدول أعمالها، وفي مقدمتها كيفية التعاطي مع "تهديد أسلحة كوريا الشمالية النووية وصواريخها"، ومحاولة سيئول استرجاع السيطرة على قيادة العمليات العسكرية من الولايات المتحدة. كما أشارت الصحيفة إلى توقعات عدد من المراقبين الذين يقولون بصعوبة اتفاق البلدين على خطوة مشتركة نظراً لاختلاف وجهات النظر؛ إذ ينظر بوش إلى برنامج بيونغ يانغ النووي على أنه خطر حقيقي في حين يقلل "رو" من أهمية اختبار الصواريخ الذي أجراه "الشماليون"، معتبراً أن دوافعه "سياسية" محضة. ومن جهة ثانية –تتابع الصحيفة- يبدي "رو" حرصاً شديداً على استرجاع السيطرة على العمليات العسكرية من الولايات المتحدة على اعتبار أنها خطوة في اتجاه "تقليص الاعتماد على الولايات المتحدة وكسب المزيد من الاستقلال العسكري عن واشنطن" في وقت يعارض فيه العديد من الكوريين الجنوبيين هذه الخطوة بقوة، ويصفونها بـ"المغامرة الخطيرة". الصحيفة رأت أنه لا يمكن للرئيس "رو" أن يستمر في غض الطرف عن معارضة الشعب، وأن عليه أن يصغي لمطالبه. كما اعتبرت أنه ليس من مصلحة سيئول أو واشنطن أن تكون على خلاف بخصوص القضايا المهمة، مختتمة افتتاحيتها بالقول "إن رو يحضر هذه المحادثات لمصلحة البلاد العليا، وليس مصلحة أنصاره. وبالتالي، فهو مطالبٌ بالتعاطي مع القمة من الزاوية القومية". "الفوز في الحرب على القاعدة" تحدثت صحيفة "ذا أستراليان" في افتتاحية عددها ليوم الأربعاء عن الجهود الدولية المبذولة في إطار "الحرب العالمية على الإرهاب" بمناسبة ذكرى مرور خمس سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر. الصحيفة استهلت افتتاحيتها بالطعن في صحة ما يذهب إليه البعض من أن الحرب على الإرهاب لم تؤدِّ إلا إلى إلحاق الضرر بالغرب وخدمة "القاعدة"؛ حيث اعتبرت أن "المنظمة فشلت في الفوز بعقول العالم الإسلامي وقلوبه"، وأن زعماء "القاعدة" يختبئون اليوم في كهوف نائية بعدما فككت مخيمات التدريب التابعة لهم وقُتل بعضهم واعتقل البعض الآخر. وقالت إن ما كان يعتبره بن لادن ومساعدوه "نصراً" على الغرب كان موضوع إدانة وشجب عالميين باعتباره "عملاً وحشياً غير مسبوق"؛ كما أفرزت أعمال العنف التي تقف وراءها "القاعدة" في العالم الإسلامي "شعوراً بعدم الارتياح بخصوص الخلط بين الإسلام والعنف، إضافة إلى تزايد الانقسامات بين السُّنة والشيعة". واعتبرت الصحيفة أن الجديد في "الحرب العالمية على الإرهاب" هو ظهور "راديكالية جديدة داخلية" نتيجة "سياسات التعددية الثقافية التي تغذي الاختلاف والانعزال عن التيار العام"؛ مضيفة أن "الإرهابي الجديد" اليوم صار "ابن مهاجرين مغرر به ولد في الغرب وينتمي إلى الطبقة الوسطى" أو "ممن اعتنقوا الإسلام". "إعادة تنظيم الأمم المتحدة" كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "باكستان تايمز" لافتتاحية عددها ليوم الخميس والتي خصصتها للتعليق على تصريح رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز أمام وسائل الإعلام الدولية في العاصمة السويدية أوسلو، حيث ترأس اجتماع لجنة الأمم المتحدة المكلفة برفع توصيات إلى المنظمة بشأن تحسين أدائها، وهو التصريح الذي شدد فيه على ضرورة إعادة تنظيم هيكلة الأمم المتحدة "بهدف تأهيلها لتكون في مستوى التطورات الدولية، وانسجاماً مع ميثاق المنظمة الدولية". الصحيفة اعتبرت أنه بالنظر إلى الأداء العام للمنظمة، فإن الخلاصة التي يخرج بها المرء هي أن الأمم المتحدة أضحت "غير فعالة وعاجزة عن الوفاء بمهامها، ولاسيما تجاه الدول الفقيرة والضعيفة". كما رأت أن المنظمة الدولية فقدت "قوتها المعنوية" منذ أن "حولت نفسها إلى وسيلة لمساعدة القوة العظمى الوحيدة في العالم على تحقيق مراميها وأجندتها الدولية"، لتخلص إلى أن "الأمم المتحدة لم تعد مناسبة لوقائع الميدان". إلى ذلك، قالت الصحيفة إنه ما لم يتم تخليص المنظمة الأممية من "قبضة الكبار"، فإنه لا توجد إمكانية لأن تكون هيئة قادرة على النهوض بمتطلبات السلام والاستقرار الدوليين. كما اعتبرت أنه طالما ظل مقر المنظمة في نيويورك، فإنها ستستمر في خدمة الأجندة الأميركية، وأنه من أجل جعل المنظمة منظمة فعالة وفي مستوى ما هو منتظر منها، فلابد من نقل مقرها إلى العاصمة السويسرية جنيف "من أجل توفير بيئة محايدة لنشاطها". تركيا وعبء الفصل 301 دعت صحيفة "ديلي نيوز" التركية ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء إلى إلغاء الفصل 301 من القانون الجنائي التركي الذي "أضحى هاجساً يقض مضجع معظم مثقفي تركيا الذين يرغبون في رؤية تركيا تتقدم"، وهو القانون الذي يجيز –تقول الصحيفة- مساءلة أو اعتقال رجال الفكر والكتاب والصحافيين والأكاديميين وغيرهم "لا لشيء سوى أنهم عبروا عن رأي قد يتناقض مع الأفكار الرسمية". واعتبرت الصحيفة أن الفصل المثير للجدل وغيره من الفصول التي تعكس نفس العقلية "من مخلفات المرحلة الجمهورية الأولى"؛ مضيفة أن مؤسسي الجمهورية التركية صاغوا قانون الجمهورية الجنائي الجديد على منوال القانون الجنائي الإيطالي في فترة معينة. وفي حين تخلت إيطاليا –تتابع الصحيفة- عن القانون المذكور ورمته لعدم ملاءمته، ظل الحال على ما هو عليه في تركيا. الصحيفة اعتبرت القانون المذكور مقيداً لحرية الفكر والحقوق الفردية في تركيا، داعية الحكومة إلى التحرك "إما عبر تعديل لغته وتحديد الجرائم بدقة أو تخليصنا بكل بساطة من هذا الفصل البدائي". علاوة على ذلك، رأت الصحيفة أن من شأن إعادة النظر في الفصل المذكور أن تلقى استحسان وإشادة الاتحاد الأوروبي، وأن تكون "خطوة في الاتجاه الصحيح، وتنزع فتيل خطر الأزمة بين تركيا وديمقراطيات الاتحاد الأوروبي". إعداد: محمد وقيف