أكد خالد الحروب في مقاله "إيران الأخرى... ما وراء الخطابة"، والمنشور هنا يوم أمس، ما كان قد ذهب إليه محللون كثيرون من إيران، ورغم كل ما تضعه على الواجهة من شعارات ثورية جذابة، هي في الأساس ذات توجه براجماتي محض، يضع المصالح الوطنية لنظام الملالي في طهران فوق أية اعتبارات أيديولوجية أخرى! ومن هذا المنطلق، فالعهد "النجادي" لا يختلف كثيرا عن العهد "الخاتمي"، إلا في المظهر أو الشكل الذي يعطي انطباعاً مضللا عن نظام الرئيس أحمدي نجاد كقائد ثوري راديكالي غير قادر على التصالح مع العالم والواقع المحيط، ومن ثم مستعد للذهاب إلى التضحية بإيران على مذبح شعاراته الأيديولوجية البراقة! والحقيقة، كما قال ذلك خالد الحروب، أن "إيران الحالية في جوهرها غير الشعاراتي تبحث عن موقع استراتيجي ثابت يكون مبنيا على مكتسبات ناتجة عن المغامرة الأميركية في العراق". وهذا دليل آخر على استيعاب القادة الإيرانيين لقوانين اللعبة، وعلى إمكانية افتراقهم، في أية لحظة، مع كل ما يعلنونه من شعارات مناهضة لـ"الاستكبار العالمي"... فهم من أيدوا ضمنا الغزو الأميركي للعراق، وقبله ساندوا الحملة العسكرية الأطلسية على أفغانستان، ومن ثم فقد تسمح لهم ذرائعيتهم بالتحالف مع "الشيطان الأكبر" إذا ما كانت هناك ضمانة لمصالحهم الإقليمية كدولة رئيسية في المنطقة! محمد أحمد- الشارقة