إن الحرب الدائرة بين الإدارة الأميركية ومعارضيها في الولايات المتحدة الأميركية وهي ما يسمى بالصراع الأميركي- الأميركي تشبه إلى حد ما جبل جليد، حيث إن "المحافظين الجدد" كانت معهم أجندة جاهزة لعالم ما بعد سبتمبر 2001، حيث إن المعارضة تمثل 60% من الأميركيين الذين يعارضون الحرب العراقية، وقد أصبح المذهب المعارض واضحاً في أميركا بل إن أصوات المعارضة بدأت في الازدياد ليس في الداخل فحسب بل في الخارج ومن قبل أقرب الدول تأييداً لسياسة أميركا في العراق، وهذا واضح في المظاهرات التي حصلت في بريطانيا فقد عارض البريطانيون أن تكون مطاراتهم مكان هبوط للطائرات الأميركية التي تزود إسرائيل بالأسلحة الأميركية. لقد غبر الرئيس بوش المبادئ والمفاهيم في العالم وحتى الطرق المتبعة في نهايات أمثال هذه المشاكل لأنه على ما يبدو لا يريد نهاية لها حتى يبقى منشغلاً بها هرباً من الأصوات التي تنادي بخفض الضرائب والكف عن الحروب والالتفات إلى الإصلاحات الداخلية حيث إن لديهم أجندة طويلة كما ذكرنا، حتى لا يتحول الموضوع إلى ولايات أميركية جديدة. ولا يفوتنا هنا أن نذكر أنه سيكون هناك رئيس جديد وفترة رئاسية جديدة، وسيسابق البيت الأبيض سرعة الريح لإحداث تغييرات هنا وهناك. ولكن ما هو نصيب الشرق الأوسط من هذه التغييرات؟ هل هي حلول عادلة أم حلول جائرة؟ وأخيراً وليس آخراً أقول: شتان بين المعارضة العربية والغربية مع أن الفارق هو نقطة على حرف العين لاسيما أن المعارضة اليوم هي حديث الخبراء، والمفكرين ورجال الإعلام. هاني سعيد- أبوظبي