غريب أمر هذا المجتمع الدولي، ففي قضايا الشرق الأوسط نجد ازدواجية واضحة في التعامل مع الأزمات والصراعات. أوروبا وأميركا تصران على إرسال قوات دولية إلى دارفور بغية ضمان الأمن في الإقليم، ومواجهة الانتهاكات التي يتعرض له سكانه. لكن في القضية الفلسطينية، وهي محور الصراع في الشرق الأوسط منذ ما يزيد على نصف قرن، تتمترس القوى الدولية الكبرى حول "أنصاف الحلول" والمعالجات "الأمنية" التي تختزل فيها جوهر الصراع وتحيله إلى "نزاع". الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدفعان الآن في اتجاه تدويل أزمة دارفور، لكن في القضية الفلسطينية تتوه التسوية ما بين "الرباعية الدولية" والتدخل الأميركي المباشر و"الأحادية الإسرائيلية". أليس من الأحرى تدويل القضية الفلسطينية قبل البت في الصراع الدائر في دارفور، خاصة وأن هذه المعضلة داخلية بحتة، فيما القضية الفلسطينية دولية بامتياز. أسامة سر الختم- الخرطوم